سُجلت امس بوادر ضغط اوروبي يهدف الى استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، اذ لوّحت النروج بأنه ما لم تستأنف عملية السلام المتعثرة، فإن الدول الاوروبية قد تفكر في وقف المعونات الضرورية للفلسطينيين حتى لا تتهم ب «تمويل الاحتلال» الاسرائيلي. تزامن ذلك مع المساعي الاميركية لاستئناف المفاوضات، ومع إعلان موسكو ان الرئيس ديمتري ميديفديف سيزور الضفة الغربية والاردن الاسبوع المقبل للغاية نفسها، وإعلان باريس ان وزيرة الخارجية ميشال إليو ماري ستقوم بجولة على الشرق الاوسط من 19 الى 23 الجاري تشمل إسرائيل والضفة وقطاع غزة ومصر والأردن. ويتوقع ان تمهد هذه التحركات لاجتماع اللجنة الرباعية الدولية في الخامس من الشهر المقبل في ميونيخ للبحث في سبل إعادة اطلاق المفاوضات. في هذه الاثناء، دعا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في حديث الى «الحياة» في الدوحة التي زارها للمشاركة في «منتدى المستقبل»، الى «اللجوء الى مجلس الأمن ليشرف على العملية التفاوضية وعلى الأجندة التي يتم التفاوض في شأنها، ولا مانع أن تقود هذا (الدور) الولاياتالمتحدة، لكن في اطار مجلس الأمن وبناء على اطار زمني حتى لا نظل نتفاوض الى أبد الآبدين». وفي تلويح باحتمال استخدام ورقة المساعدات في الضغط على السلطة الفلسطينية واسرائيل من اجل الموافقة على استئناف المفاوضات، قال وزير الخارجية النروجي يوناس جار ستور لصحيفة «جيروزاليم بوست» ان هذه المعونات تهدف الى مساعدة الفلسطينيين على اقامة بنية تحتية لدولة في المستقبل على اراض استولت عليها اسرائيل في حرب عام 1967، مضيفا: «واذا انهار هذا التصور تماما لسبب ما او وصل الى طريق مسدود، فإنه سيتعرض للاعتراض وسنستمع باستمرار لاسئلة مثل ... لماذا نواصل تمويل احتلال (اسرائيلي)». واشار الى انه ما لم تستأنف محادثات السلام خلال اشهر بهدف اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، فقد يحصل الفلسطينيون على تأييد كاف لاعلان قيام دولة من جانب واحد في الضفة. واضاف: «اذا واجهت هذه العملية(السلمية) طريقاً مسدودا، اعتقد ان الاجواء قد تتغير في اوروبا، ونحن نرى فعلا ميولا في هذا الاتجاه»، مشيراً الى تزايد الانتقادات لبناء المستوطنات. وتابع ان اوروبا ما زالت تفضل حلا عن طريق التفاوض. واعترفت حتى الآن سبع دول في اميركا الجنوبية بدولة فلسطين منذ توقف المحادثات وآخرها غويانا اول من امس. وقدمت اوروبا نحو 300 مليون يورو سنويا خلال السنوات السبعة عشر الماضية للمشاريع الفلسطينية للمساعدة على انعاش الاقتصاد الفلسطيني وتخفيف التوترات الاجتماعية. في هذه الاثناء، اعلنت الناطقة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون ان «اللجنة الرباعية ستجتمع على اعلى مستوى في 5 شباط على هامش المؤتمر السنوي الخاص بالأمن المقرر في ميونيخ (جنوبالمانيا)» من 4 الى 6 شباط».