يمتاز سوق الحمام في العاصمة الرياض، بإقبال كبير من مجموعة من هواة الطيور والحيوانات، والمهتمين بشؤونها، إذ يزخر بشكل يومي بتواجد أعداد كبيرة من مختلف الفئات العمرية، للاطلاع على الأنواع المعروضة للبيع، وشراء ما يشدّهم منها، وفي الوقت ذاته يجعل البعض من السوق مكاناً للنزهة والتجوّل، يتعرف من خلاله على الأنواع النادرة التي تجد إقبالاً أكثر من غيرها، ومعرفة أسعارها والوقوع على ما تشهده من مزايدات. وفي مقابل وجود الزوار من مختلف الفئات في سوق الحمام، يظهر هذا الأمر كذلك على مستوى البائعين، فشخص في سن ال 15 يحمل أقفاصاً تمتلئ ب «الصيصان» الملوّنة، بجانب شخص آخر في منتصف العشرينات ينتظر السعر الذي ستقف عليه المزايدات المتعلّقة بصقريه، بينما شخص آخر اختار أن يسترزق ويتسلى في هذا المكان بعد تقاعده من العمل، ليمارس بيع الببغاوات والكناري وبعض الأنواع الأخرى من الطيور، ليصبح السوق ملتقى لمحبي الطيور، على اختلاف فئاتهم العمرية وأحوالهم المادية. ويختلف حجم المبيعات في السوق بين الأيام السبعة، إذ يظفر يوما الخميس والجمعة، بنصيب الأسد من الإقبال من البائعين والزبائن، لدرجة تصل إلى عرض أنواع معينة من الطيور والحيوانات التي لا تُعرض في الأيام الأخرى، كالثعابين التي تتراوح أسعار بعضها بين 5 آلاف إلى 10 آلاف، والكلاب التي لا تبعد بعضها عن هذا السعر، إضافة إلى بعض الطيور النادرة التي تتجوّل معظم أسعارها في وحدة الألوف، ليقتصر البيع غالباً في باقي الأسبوع، على الحمام والصيصان والديوك والأرانب، التي تشهد هذه الفترة ارتفاعاً يصل إلى الضعف ويزيد أحياناً. وتختلف الطلبات التي يأتي من أجلها الراغبون بالشراء، ويرتبط الاختلاف بجنس الزبون وسنّه، إذ تنصب طلبات الأطفال على الصيصان بمختلف ألوانها، في ما يحرص الشبان على الحمام والصقور، والببغاوات أحياناً، بينما تنصبّ معظم طلبات الفتيات على الببغاوات الأمازونية بأنواعها ال 31، التي تبدأ أسعار المتوافر منها من 2000 إلى 10 آلاف، ويصل النادر منها إلى 70 ألف ريال بحسب تأكيد عدد من البائعين.