قال محام وجماعة مسلحة في غرب ليبيا اليوم (الأحد) إن الجماعة أطلقت سراح سيف الإسلام القذافي الذي احتجز في أعقاب انتفاضة العام 2011 ضد والده الراحل معمر القذافي. وقال محاميه خالد الزيدي اليوم، إنه أطلق سراحه في بلدة الزنتان بموجب قانون عفو أقره برلمان شرق ليبيا. وأضاف المحامي إن سيف الإسلام توجه إلى مدينة أخرى لم يذكرها لاعتبارات أمنية. وكان سيف الإسلام (44 عاماً) الأبرز بين أبناء القذافي وتردد أنه كان يعد ليخلف والده قبل الانتفاضة التي اندلعت قبل ست سنوات وأطيح فيها بالقذافي وقتل. ولم يتضح بعد الدور الذي يمكن أن يلعبه القذافي الابن في ليبيا حيث تتنافس جماعات مسلحة عدة وحكومتان على الحكم. ولكن البعض في شرق ليبيا حيث يتزايد نفوذ القائد العسكري خليفة حفتر كانوا يضغطون من أجل إطلاق سراح سيف الإسلام في إطار مساعي رموز النظام السابق لاستعادة نفوذها. وسبق أن اتضح أن تقارير سابقة عن إطلاق سراح سيف الإسلام من الزنتان غير صحيحة وتواترت تقارير متضاربة عن مصيره. وقالت «كتيبة أبو بكر الصديق» في الزنتان التي كانت مسؤولة عن حراسة سيف، إنها قررت إطلاق سراحه بناء على طلب من وزارة العدل في حكومة شرق ليبيا. وأكدت الكتيبة إطلاق سراحه ومغادرته الزنتان في 14 رمضان أي الجمعة الماضي. وكانت محكمة في طرابلس أصدرت حكماً بإعدامه في 2015 في جرائم حرب منها قتل المتظاهرين أثناء الانتفاضة. وانزلقت ليبيا إلى حال من الفوضى بعد الإطاحة بمعمر القذافي وتتنافس الآن حكومتان وتحالفات عسكرية على السلطة. وتواجه حكومة تدعمها الأممالمتحدة في طرابلس مشكلات الآن في فرض سلطتها وترفضها فصائل قوية في الشرق. وكانت الزنتان التي تنامت مكانتها بعد دورها في انتفاضة 2011 على خلاف مع السلطة في طرابلس ورفضت تسليم سيف. وهو مطلوب أيضاً من المحكمة الجنائية الدولية التي تقول إن محاكمته في ليبيا لم تلتزم المعايير الدولية. ولم تعرف الشروط التي وضعها محتجزو سيف لإطلاق سراحه أو لماذا يتركون أسيراً يعتبر ورقة تفاوض مهمة. وتقع الزنتان على مسافة 145 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس وتشهد انقسامات خاصة بها لكنها متحالفة مع حكومة شرق ليبيا وقواتها المسلحة. ودان بيان أصدره المجلس العسكري والمجلس البلدي في الزنتان ما نشره المكتب الإعلامي ل «كتيبة أبو بكر الصديق» عن إطلاق سراح سيف الإسلام «الذي لا يمت بصلة إلى الإجراءات القانونية وإنما هو تواطؤ وخيانة لدماء الشهداء وطعنة للمؤسسة العسكرية التي يدعون الانتماء إليها».