اختارت أم عبدالعزيز مهنة بيع المياه الصحية عند إشارات المرور في شوارع جدة، بدلاً من مد يدها لطلب العون من أحد أعطاها على مضض أو صدها، بعد أن أجبرتها ظروفها المادية الصعبة للخروج من منزلها محملة بصناديق المياه المعبّأة بهدف الحصول على قوت لأبنائها الستة. وبدأت معاناة أم عبدالعزيز عندما طلقها زوجها قبل خمسة أعوام، وقالت: «انفصلت عن زوجي منذ نحو خمس سنوات، وكنت أعيش على هبات جيراني وأهل الخير، إضافة إلى بيع جميع ما أملك، خصوصاً أن زوجي لا يصرف على أبنائه الستة الذين يعيشون معي حالياً». وأضافت: «لم أستطع الذهاب لأهلي الموجودين في الرياض، إذ إن أبي رجل كبير في السن ومقعد وفقير وليس لي أشقاء يمكن أن يمدوا لي يد العون». ومع مرور الأشهر تراكمت على أم عبدالعزيز الديون، خصوصاً في ما يتعلق بإيجار المنزل الذي يحتضنها وأولادها، وتابعت: «عجزت عن سداد ديوني وإيجار منزلي المتراكم، ما دفعني إلى البحث عن عمل وجدته في بيع المياه عند إشارات المرور في الشوارع، بعد أن سدت أمامي طرق الحصول عليه كافة، خصوصاً بعد تدهور حالي المالية»، مفيدة أن الأموال التي تحصل عليها تكفي لسد حاجتها اليومية لها وأبنائها، معتبرة العمل في هذا الجانب أفضل من مد يد العون للناس على رغم أن حاجتي أكبر مما أحصل عليه من مال بعد عناء غالبية اليوم في العمل. وزادت: «وهبني الله مجموعاً من الأبناء أكبرهم فتاة (19عاماً) وأصغرهم ولد يبلغ من العمر (خمس سنوات)، أحرص على إكمال تعليمهم ما دفعني لبذل المزيد من الجهد والعمل لتوفير جميع مستلزماتهم المدرسية، والحياة الكريمة، مؤملة أن يحالفني التوفيق في توفير ذلك إلى أن يشتد عودهم».