كشف الشاعر البحريني عبدالرحمن رفيع عن موقف مضاد لصديقه الشاعر الراحل غازي القصيبي حول الشعر الشعبي، وقال إن القصيبي طلب مني أن أتحول إلى الشعر الفصيح، ودارت بيني وبينه نقاشات كثيرة خصوصاً في فترة الغزو العراقي للكويت.جاء ذلك في الأمسية الشعرية التي ألقاها على مسرح جامعة جازان ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض الكتاب والحاسب الآلي الأول الذي تنظمه الجامعة تحت شعار «نحن بخير يا مليكنا ما دمت بخير» وبدأها رفيع بتقديم صديقه الراحل مستهلاً بذكرياته معه بقصيدتين «الصقر محلقاً» و«الراحل الكبير» رثاه فيهما، وجاء فيها: إن غازي.. كينونة هو وحده صنوه لم يكن وهيهات بعده وكتاب لا تسألن عن مداه فمداه لم يبلغ الناس حدّه وأشار رفيع في الأمسية إلى أن نشأة القصيبي في البحرين أسهمت في صياغة وعيه وأكسبته عدداً من المثل والمبادئ الجميلة التي جعلته مختلقاً فكأن مجموعة من الفضائل التي لا تعد ولا تحصى، فهو رجل رائع الصفات، ورحيله خسارة ليست للمملكة ومحبيه فقط بل للعالم أجمع. واسترسل في سرد ذكرياته معه بقصيدة «اللحية» الشهيرة التي وجهها للقصيبي وقال فيها: ما رأينا قبل هذا لحيّة عاشت قليلاً مثلما لحية غازي لم تدم عمراً طويلاً ولدت ذات صباح واختفت آناً أصيلاً لحيةً ويح الليالي لم تر العيش الجميلاً ما سعى مشط أنيق في ثناياه مهيلاً لا ولا شمّت بخوراً والتوت عطراً أصيلاً لو على اللحية يبكى لبكيناها طويلاً قتلت من غير ذنب رحم الله القتيلاً قبل أن يرد القصيبي بجملته الشهيرة: أفلس شعراء البحرين، فلم يعد لديهم موضوع سوى لحيتي ليكتبوا فيها. وانتقل رفيع في ذكرياته عن العشرة وما تولده من الحب والمودة، مستشهداً بعلاقته بزوجته التي كانت حاضرة معه واصفاً إياها «ضرورة قصوى له خاصة في هذه السن». وقارن بين تحولات الزمن واختلاف طرق الغزل، مشيراً إلى أنه من جيل لا يتعدى غزله بنت الجيران التي لا تبرح البيت، ويعتبر وقوفها على الدريشة تجاوزاً للمألوف. وكان رفيع ألقى في الأمسية على حضور كثيف عدداً من قصائده منها: «العيون»، «الدريشة»، «تذكرين»، «سوالف أمي العودة»، «صاحبة الكلب»، «ميسون»، «الزواج»، «النمل»، «النفط»، و»البنات» التي جاء فيها: غَمّضْ عيونَك .. تصور بلده ما فيها بنات! الشواطئ خاليات! والشوارع خاليات! والمجالس خاليات! فتّح عيونك .. وقلّي مثل «شنهو هالحياة»؟ وش كثر؟ ثم وش كثر لولا البنات؟