أمل أمير موناكو ألبير الثاني ب «ألا توثر التطورات السياسية التي حصلت في لبنان بالأمس على إرادة هذا البلد في استعادة استقراره بشكل ثابت ونهائي»، منوهاً «بمجمل الشعب اللبناني لمدى الشجاعة وروح الانفتاح والديناميكية التي يعمل على إشعاعها أينما كان في العالم». وكان أمير موناكو وصل إلى بيروت مساء اول من امس، والتقى امس، رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا، وتوافقا بحسب البيان الصادر عن المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري، «على أهمية تطوير العلاقات الثنائية القائمة بين لبنان وإمارة موناكو وتعزيزها». وشدد سليمان على «أن المستقبل مرتبط بمدى قدرتنا على البحث المتواصل عن سبل تمتين الوحدة الوطنية والتأقلم على تغليب المصلحة العليا لبلدنا، مستفيدين في الوقت عينه من الدعم الغالي للدول الشقيقة والصديقة»، وأكد «أن المستقبل، مرتبط أيضاً، في هذه المنطقة المهددة بالتطرف والعنف، بمدى قدرة المجتمع الدولي على تأمين، إن لم نقل فرض، حل عادل وشامل لأزمة الشرق الأوسط، استناداً إلى القرارات ذات الصلة للشرعية الدولية ولمبادرة السلام العربية في كل مندرجاتها». وعقد الطرفان قمة ثنائية تركزت على العلاقات بين البلدين، وانتهت بتبادل الهدايا. ثم عقدا لقاء موسعاً حضره وزراء في حكومة تصريف الأعمال. وتطرق الجانبان «إلى واقع العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها». وتلا سليمان بياناً وصف فيه المحادثات بأنها كانت «مفيدة وبنّاءة تناولت مختلف مجالات التعاون وأبرز المشاكل والتحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، واكد الأمير ألبير الثاني «التزامه قضايانا العادلة». واعتبر الأمير ألبير الثاني في كلمته «أن هذه الزيارة الرسمية بداية تعبير عن مدى الصداقة العميقة المتجذرة منذ زمن بعيد بين بلدينا. وتستند إلى تاريخ مشترك هو تاريخ حوض البحر الأبيض المتوسط كما تستند إلى عملية تبادل متواصلة في مختلف المجالات»، وعرض لاتفاقات تعاون سيتم توقيعها. أوسمة ومأدبة غداء وجرى في صالون السفراء تبادل للأوسمة، فقلد سليمان الضيف وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الاستثنائية. وقلّد ألبير الثاني سليمان وسام الوشاح الأكبر من رتبة سان شارل موناكو. وأقام سليمان مأدبة غداء على شرف الأمير الضيف والوفد المرافق حضرها عن الجانب اللبناني رئيس المجلس النيابي نبيه بري، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر، رؤساء الحكومات السابقون ووزراء ورؤساء اللجان النيابية ومقرروها، أعضاء مكتب المجلس النيابي، قائد الجيش العماد جان قهوجي وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية، عميد السلك الديبلوماسي السفير البابوي المونسينيور غبريال كاتشا وعميد السلك العربي في لبنان سفير المملكة المغربية علي أومليل، وسفراء. واستهل ألبير الثاني لقاءاته بوضع إكليل من الزهر على نصب الشهداء في وسط بيروت في حضور الوزيرين الياس المر وطارق متري ورئيس الأركان في الجيش اللبناني اللواء الركن شوقي المصري وشخصيات. وكانت وزيرة المال ريا الحسن، التقت وفد رجال الأعمال من إمارة موناكو، وأكدت في كلمة أن «وضعنا لا يزال سليماً حتى هذه اللحظة نظراً إلى وجود احتياط كبير جداً من العملات الأجنبية لدى مصرف لبنان، فضلاً عن أن وضع المالية العامة جيد». لكنها حذّرت من أن يكون «لهذا الوضع غير المستقر في حال استمر مدة طويلة، انعكاس سلبي على الاقتصاد سيؤدي إلى الإضرار بالشعب اللبناني معيشياً واقتصادياً، إذ لن نتمكن من تنفيذ المشاريع الإصلاحية ولن نتمكن من تنفيذها ما سينعكس سلباً على الاقتصاد على المديين المتوسط والبعيد».