أقامت جمعية رواد الكشاف المسلم في لبنان، ندوة في أوديتوريوم حسانة فتح الله الداعوق تحت عنوان "جمعية الكشاف المسلم في لبنان، زيادة ورسالة إطلالة على عامها المئة (1912 – 2012)"، إعلاناً بإطلاق الاحتفال بمرور مئة عام على تأسيسها، بمشاركة أساسية مع اتحاد كشاف لبنان والاتحاد اللبناني للمرشدات والدليلات وأسرة الكشاف المسلم (جمعية الكشاف المسلم وجمعية رواد الكشاف المسلم وجمعية مرشدات الكشاف المسلم) والمنظمة الكشفية العربية والاتحاد العالمي للكشاف المسلم. وافتتح الندوة وأدارها الأمين العام لجمعية رواد الكشاف المسلم يوسف دندن، الذي أشار الى التعاون والتكافل بين الكشاف المسلم واتحاد كشاف لبنان في تنفيذ برامج الاحتفالات واللقاءات والتجمعات والمسابقات والمباريات والندوات التي تشارك فيها المنظمة الكشفية العربية والجمعيات الكشفية العربية، إضافة الى مشاريع الخدمة العامة والمسيرات والمهرجان البحري والمهرجان الجوي والملتقى الكشفي العالمي الرابع للأديان الذي سيقام في مخيم الكشاف المسلم في رويسات صوفر. كما أعلن إن بدء النشاطات عربياً سيكون بانطلاق "راية المئوية للحركة الكشفية العربية" من لبنان في 22 آذار (مارس) المقبل من شارع كليمنصو في بيروت، المكان الذي شهد تأسيس أول فرقة كشفية للكشاف المسلم في عام 1912 من "مدرسة دار العلوم" على العقارات التي يتوسطها مسرح بيروت، ومنها إلى سورية وفلسطين والعراق وشرق الأردن، حتى عمّت الأقطار العربية كلها. وشارك في الندوة على التوالي: القائد محمد خير القاضي أمين السر العام للجمعية الذي قدم عرضاً شاملاً لمسيرة الكشاف المسلم ممهداً بالحديث عن نشأة الحركة في العام 1907 في إنكلترا ووصولها الى بيروت في العام 1912 واحتضان العائلات البيروتية لها، حين تيقنوا أنها حركة تربوية تعد الفتية ليكونوا مواطنين مؤمنين بالله ونافعين للناس وللمجتمع ومستعدين للتضحية من أجل الوطن. وتطرق إلى اعتراف المؤتمر الكشفي العالمي بها، وعن دورها في تأسيس الاتحاد الكشفي اللبناني في العام 1926، وعن نشاطاتها في المجالين الإسلامي والوطني اللبناني وخصوصاً في تحقيق الاستقلال، ومساهمتها الأساسية بإنشاء التنظيم الكشفي العربي في العام 1954 (المنظمة الكشفية العربية). وذكّر القاضي بالعلاقة الوثيقة التي جمعت بين الكشاف المسلم ومقامي دار الفتوى ورئاسة الحكومة وجمعية المقاصد ودار الأيتام والجمعية الخيرية الإسلامية العاملية ومؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية وسائر المؤسسات التربوية والثقافية والاجتماعية. وختام الندوة مع رئيس الجمعية رئيس أسرة الكشاف المسلم القائد عمر سلطاني، الذي سلّط الضوء على محطات مضيئة من تاريخ الجمعية، بداية استقطاب الآلاف من الفتية والشباب في بيروت ولبنان يوم لم تكن جمعيات ولا حركات شبابية ولا نواد. وركّز على دور الكشاف المسلم في مناهضة الاستعمار الفرنسي في لبنان واشتراك قادته في معركة ميسلون في سورية إلى جانب البطل يوسف العظمة ضد المستعمر الفرنسي وصولاً الى جلائه عن لبنان وسورية، وتطوّع بعض قادة الكشاف المسلم في جيش الإنقاذ بقيادة القائد فوزي القاوقجي. كما ذكّر بالجهود المشهودة للكشاف المسلم في انتشال ضحايا كارثة الكوكب في ساحة البرج (مطعم أبو عفيف) وجرحاها، واستقبال النازحين الفلسطينيين في الكرنتينا وإيوائهم، وإقامة أول مخيم لهذا الغرض في أرض عمر بك الداعوق في شارع صبرا. وأكد سلطاني على وجوب أن تتضافر جهود القيادات الكشفية اللبنانية والعربية خصوصاً في جمعية الكشاف المسلم في لبنان للارتقاء بالعمل الكشفي ومسايرة التطوير السريع في علوم التكنولوجيا، لتبقى الحركة الكشفية عامل جذب واستقطاب أساسية للفتية والفتيات.