نيويورك - أ ف ب - تحتفل ويكيبيديا هذا الأسبوع بالذكرى العاشرة لتأسيسها، وتطمح الموسوعة المجانية التي يزورها 400 مليون شخص شهرياً أن تطاول البلدان الناشئة في المستقبل القريب. وتشرح المديرة العامة للمؤسسة سو غاردنر: «عندما علمت بوفاة مغني الأوبرا الايطالي لوتشيانو بافاروتي، أردت تحديث صفحته فوراً، لكن أحدهم كان قد فعل ذلك قبل 17 دقيقة». وأنشئت المؤسسة من طريق الصدفة في 15 كانون الثاني (يناير) 2001، وهي قائمة على تطوع ملايين المساهمين، ونحو 100 ألف منهم ينشرون معلومات بوتيرة أربع الى خمس مرات شهرياً، غالبيتهم رجال في السادسة والعشرين من العمر مهووسون بالتكنولوجيا والمعرفة. وكان مؤسس الموسوعة جيمي ويلز «قد ابتكرها على سبيل الاختبار بعد فشل تجربة أولى لموسوعة تقليدية تدعى «نوبيديا»، على ما توضح غاردنر. وفي حين أن الموقع الأول كان باللغة الانكليزية، فقد ولد موقعا ويكيبيديا الألماني والسويدي في آذار(مارس) 2001، وأطلقت عشرة مواقع أخرى، من بينها الفرنسي والإيطالي والصيني والروسي والكاتالوني. وتضم الموسوعة اليوم 17 مليون مقال منشور ب 250 لغة. ومحتوى كل موقع مستقل عن الآخر، فهي ليست ترجمات إنما مساهمات مبتكرة. ولما كانت هذه الموسوعة تخالف مبدأ الموسوعة التقليدية التي يحررها خبراء مختصون في المواضيع التي يعالجونها، فإن هذه الموسوعة التي يكتبها هواة أثارت انتقادات كثيرة. فالجامعات تحظر على طلابها الاستعانة بها بحجة أنها تتضمن أخطاء وآراء غير موضوعية، كما أن المنشورات تمنع الصحافيين من اللجوء إليها. لكن المؤسسات الثقافية بدأت تغير مقاربتها، فموسوعة ويكيبيديا تعمل مثلاً مع حوالى عشر جامعات لنشر مقالاتها حول سياسة الإدارة الأميركية. وكانت مجلة «نيتشر» قد نشرت دراسة مقارنة بين الأخطاء الواردة في ويكيبيديا وموسوعة بريتانيكا المحترمة. من بين 50 مقالاً حول مواضيع علمية أرسلت الى خبراء، كان معدل أخطاء بريتانيكا يبلغ أقل من ثلاثة أخطاء في المقال الواحد في مقابل أقل من أربعة أخطاء لويكيبيديا. وتلقت الموسوعة الممولة من الأفراد 16 مليون دولار إثر حملتها الأخيرة، وهو مبلغ أكبر بضعفين من المبلغ الذي جمعته في عام 2008. وهي لا تضم سوى 50 موظفاً، 35 منهم يعملون في مقرها في سان فرانسيسكو. وتأسف سو للرقابة التي يخضع لها الموقع في الصين، حيث لا يمكن للمستخدمين الاطلاع على مقالات حساسة سياسياً. وتضيف: «نود أن يقوم الصينيون المقيمون في الصين وليس فقط المغتربون بنشر مقالات على موقعنا».