في البرنامج الآسيوي الليلي لقناة «لاين سبورت»، استوقفتني كلمة قالها اللاعب السعودي الدولي السابق، «الأنيق» خالد مسعد عن ذكريات بطولتي أمم آسيا عامي 88، 96: «كنا نلعب لنستمتع»، فعلق الزميل مقدم البرنامج سلمان المطيويع قائلاً: «وتمتعون». تلك باختصار حكاية ذلك الجيل البطولي، الذي كان يلعب ليمتّع نفسه ويمتع الآخرين، فكان لا يخرج من فوزه ببطولة إلا ويحصد أخرى، فشكراً لقناة «لاين سبورت»، التي أعادت لنا هذه الأسماء الجميلة، لنقف على سر نجوم الأمس، وسر انتصاراتنا في تلك الفترة. ثلاثة من أفضل من أنجبتهم كرة القدم السعودية في مركزي الوسط والهجوم، يوسف الثنيان وخالد مسعد وفهد الهريفي، ورابعهم واحد من أفضل لاعبي المحور الدفاعي، وهو لاعب الاتحاد، خميس الزهراني، تواجدوا في البرنامج، فحضرت المتعة معهم وقصة الأمس الجميلة، ولعل واحداً من أسباب إخفاقات كرة القدم السعودية في الفترة الأخيرة، أن اللاعب السعودي لم يعد يلعب من أجل أن يمتع نفسه، بل ان كرة القدم التي أهدته الملايين والشهرة، ليست أول اهتماماته، على رغم أنها تمثل عمله الرئيسي!، تلك هي الحقيقة التي أظهرتها مباراة سورية، حتى تكوّن لدى المشجع السعودي إحساس بأن هؤلاء اللاعبين الذين يشاهدهم في الملعب، ليسوا هم الذين يعرفهم مع أنديتهم، ليذهب التفوق في اتجاه المنتخب الأقل إمكانات وتاريخاً وشهرة وحضوراً في الصحف الورقية والقنوات الفضائية. إن أجمل ما كان في جيل الثنيان ومسعد والهريفي ورفاقهم، أنهم كانوا يكوّنون فريقاً داخل الملعب وخارجه، وكانوا يعرفون ماذا يريد كل منهم من الآخر، وكانوا يحرثون ملعب المباراة طولاً وعرضاً، ولم يكن «كابتن» المنتخب إلا أخاً كبيراً لهم، وصحيح أن ذلك الجيل لم يتكرر حتى الآن، فقد كان جيلاً موهوباً فكراً ومهارة ، وهذا ما جعل أسماءهم تتردد حتى الآن، على رغم اعتزالهم لكرة القدم منذ سنوات عدة، ليأتي جيل آخر لم يستفد من ذلك الجيل، فسجلت كرة القدم السعودية معهم تراجعاً تلو الآخر!، لكن هذا لا يعني أن منتخبنا الحالي خال من النجوم، بل على العكس من ذلك، فلدينا العديد من النجوم، ولكن المشكلات تكمن في أنهم يفتقدون للروح الجماعية للفريق الواحد، ثم مشكلات أخرى تتمثل في عدم احترامهم لبعض الفرق المنافسة، أو عدم إعطائها الأهمية المطلوبة، وأخشى أن نصل إلى مرحلة النزول عند رغبة اللاعب، أو ترك الخيار له في تحديد المنتخب الذي يريد أن يلعب أمامه! سأتجاوز كل ذلك الآن، فليس هناك ما هو أهم من مباراة اليوم أمام الأشقاء الأردنيين، على اعتبار أنها مفصلية، وخسارتنا لا سمح الله إن حدثت، تعني أننا سنحزم حقائبنا بعد انتهاء مباريات هذه المجموعة ونعود إلى الرياض، ما يؤكد حاجتنا اليوم إلى استنساخ الثنيان والمسعد والهريفي وخميس الزهراني، أو استدعائهم إن لزم الأمر! ولا أعتقد أن اللاعبين في حاجة إلى تذكيرهم بمباراة الأردن واليابان، وكيف أن المنتخب الأردني خرج خاسراً اللقاء بالتعادل الذي خطفه اليابانيون في الوقت بدل الضائع، وهذا أحد الدروس المستفادة من هذه البطولة التي لم ينجح أي منتخب خليجي في جولتها الأولى، عدا الإمارات التي تعادلت سلبياً مع المنتخب الكوري الشمالي. [email protected]