تراجع الريال القطري إلى أدنى مستوى في 11 عاماً مقابل الدولار في السوق الفورية نهاية تعاملات أمس في أسواق الخليج، بسبب القلق من تأثر اقتصاد قطر بسبب الأزمة مع الدول العربية، وسط أنباء عن تصفية المستثمرين مراكزهم بالريال القطري. وبلغ سعر شراء الدولار الأميركي 3.6517 ريال، وهو أعلى مستوى له منذ تموز (يوليو) 2005 وفقاً لبيانات «تومسون رويترز»، علماً أن البنك المركزي القطري يحدد سعر الريال عند 3.64 للدولار ولا يسمح إلا بتذبذبات محدودة حول ذلك المستوى. كذلك تراجعت الليرة التركية بنسبة بسيطة نتيجة أنباء عن إرسال تعزيزات عسكرية إلى قطر. وفي موازاة تراجع العملة، شهدت الأسواق القطرية شحاً في المواد الغذائية الطازجة، كما اختفت سلع من الأسواق، بعدما أخفاها تجار للمضاربة وبيعها لاحقاً بأسعار مضاعفة. وبدأ مسؤولون وتجار قطريون محادثات مع إيرانوتركيالتدبير إمدادات الغذاء والماء، وسط مخاوف من نقص محتمل بعد يومين من بدء أكبر مزوديها (الإمارات العربية المتحدة والسعودية) بقطع العلاقات التجارية والديبلوماسية مع قطر، التي تعتمد على انسياب الواردات. وقال مسؤول حكومي قطري تحدث مشترطاً عدم نشر اسمه بسبب حساسية الأمر: «نجري محادثات مع تركياوإيران ودول أخرى»، مشيراً إلى أن «الخطوط الجوية القطرية» ستتولى نقل الإمدادات. وتستورد قطر نحو 40 في المئة من المواد الغذائية من السعودية. وأوضح أن معروض الحبوب في السوق يكفي أربعة أسابيع، قائلاً إن «لدى الحكومة احتياطات غذائية استراتيجية ضخمة في الدوحة». لكنه لم يشرح أسباب ندرة بعض السلع في الأسواق. وبعد قرار الإمارات بمنع دخول القطريين، أو العاملين الأجانب في قطر إلى مختلف إمارات الدولة، قال جاريث إيفانز الرئيس التنفيذي لشركة «كوانتاس» الأسترالية للطيران إن «المواطنين القطريين لن يُسمح لهم بركوب رحلات الشركة إلى دبي». وذكرت خدمة للتأكد من التأشيرات على موقع «طيران الإمارات»، أن حاملي الجوازات القطرية سيرفض عبورهم في دبي. وقالت «أو بي أس غروب»، وهي خدمة لعمليات الرحلات الجوية، إنها نصحت شركات الطيران بفرض سلسلة من القيود على المواطنين القطريين بما في ذلك منع العبور من خلال الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسعودية ومصر. ويأتي منع العبور في أعقاب قطع جميع روابط النقل مع قطر في إطار التحرك المنسق. وقالت شركتا «إيفرغرين» التايوانية و «أو أو سي أل» في هونغ كونغ أمس، إنهما علقتا خدمات الشحن البحري إلى قطر. وقالت «إيفرغرين»، سادس أكبر شركة في العالم لخطوط شحن الحاويات، في بيان إنه «في ضوء الحظر المفروض على قطر» فإنها توقف خدماتها حتى إشعار آخر. وأوضحت «أو أو سي أل»، سابع أكبر شركة للنقل البحري في العالم، أنه «استجابة للمناخ السياسي الحالي في المنطقة، فإنه تقرر تعليق جميع حجوزات أو أو سي أل من قطر وإليها حتى إشعار آخر». وكانت ميرسك، أكبر شركة في العالم لخطوط شحن الحاويات، قالت الثلثاء إنه لم يعد بمقدورها نقل البضائع من قطر وإليها بسبب عدم قدرتها على تسلمها عبر ميناء جبل علي الإماراتي. وأضافت ميرسك أنها تسعى لإيجاد مسارات بديلة. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر قولها من حصار على شحنات الغاز الطبيعي المسال من قطر، ومن احتمال قرار مصري يمنع الناقلات التي تحمل الشحنات القطرية من استخدام قناة السويس. وفي إسطنبول، تراجعت الليرة التركية أمس، بعدما قال مسؤولون إن البرلمان سيسرّع تشريعاً يسمح لتركيا بنشر قوات في قاعدة عسكرية تركية في قطر ما يذكي مخاوف من تصعيد النزاع في الخليج. وانخفضت الليرة 0.73 في المئة إلى 3.5400 مقابل الدولار.