شدّد الرئيس التنفيذي في مكتب إدارة الجودة الشاملة في ماليزيا الدكتور رانجيت سينج مالهي على أهمية دور المعلم في تحقيق الجودة في العملية التعليمية. ودعا في ورقة عمل بعنوان: «الجودة الشخصية وأهميتها وسبل تعزيزها»، خلال المؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام أمس، إلى التقدير الإيجابي والذاتي لدى المعلمين لتحقيق الجودة التدريسية، مؤكداً أن التدريب الجيد والنوعي النابع من حاجة المؤسسة ذاتها قد يدفع الفرد نحو بلوغ الأهداف في وقت باكر. وسخر الدكتور رانجيت ممن يعمدون إلى الجودة في الخدمات ويهملون الإطار الفكري لها. وقال: «يظن البعض أن جودة المدرسة في جودة القيادة المدرسية أو الكتاب، بينما الأمر مختلف تماماً، فالمدرسة الجيدة هي التي يدرّس فيها معلم جيد»، مضيفاً أن «الناس هم الذين يصنعون الجودة، وليست التقنية كما أنهم هم الذين ينجِحون نظام الجودة ويميتون ذلك النظام، إذ لا يمكن للإنسان بناء منظمة تختلف عنه، ولا بد أن يكون بناؤها من البيئة ذاتها». ولفت إلى أن كثيراً من الدول اتجهت إلى اعتماد المعلمين من الفئة المميزة، بل إن بعض الدول لجأت إلى تأهيل الملتحقين بسلك التدريس بما لا يقل عن 100 ساعة تدريبية قبل ممارسة مهنة التعليم، مشيراً إلى أن الدراسات التي أجريت على التعليم في ماليزيا أثبتت أن تطبيق الجودة في المدرسة تتطلب معلماً يملك اعتباراً ذاتياً لنفسه ومبادراً وحريصاً على الوقت ومواظباً كي نضمن سير المدرسة في طريق الجودة. من جهتها، قدمت المدير التنفيذي لمركز الملك عبدالله الثاني للتميز في الأردن الدكتورة ياسرة غوشة خلال المؤتمر ورقة عن نظام الجودة في التعليم العام في الأردن، أوضحت فيها أهداف المركز التي تتمحور في بث ثقافة التميز، وتوفير مرجعية للجودة، وقياس مدى تقدم وتطور الجهات الحكومية. وأضافت أن مركز الملك عبدالله يسعى عبر جائزة مخصصة للتميز إلى الربط بين الأهداف المعرفية والاستراتيجيات وإشراك منسوبي التربية والتعليم في تأسيس هذه الجائزة، ووضع الجميع أمام المسؤولية الاجتماعية، مشيرة إلى أن هناك قسماً خاصاً يسمى «الحماية من الإساءة» يتواصل معه الطلاب عبر «خط ساخن». وأكدت مديرة الجودة في جمعية التعليم الكويتية الدكتورة عروب قطان في ورقة عمل عن تجربة مركز الجودة في التعليم الكويتي الذي أنشئ في العام 2009، أن المركز يهدف إلى الارتقاء بالتعليم وتأهيل المؤسسات التعليمية وفق الموارد المتوافرة وتشجيع المؤسسات التربوية على التنافس في مجال الجودة. وذكرت أن التجربة نجحت في تحقيق مواكبة المخرجات التعليمية مع سوق العمل وتخفيف الهدر، وعززت الاستثمار الأمثل للموارد، وذلك ما كانت تطمح التجربة في الوصول إليه. وعن العقبات التي تواجه تطبيق الجودة في الكويت، تحدثت غوشة عن نتائج تجربة طبقت في المرحلة المتوسطة للبنات في الكويت شملت 80 مديرة مدرسة، وأثبتت نتائجها ضعف الموازنة وبيروقراطية القرار وضعف التواصل مع أولياء الأمور، إضافة إلى غياب جزئي في المعلومات. وفي ورقة عمل عن نظام الجودة في التعليم العام في الإمارات العربية المتحدة، أوضحت رئيس قسم المراجعة والتقويم مدير مشروع الاعتماد المدرسي الدكتورة شيخة عمر، أن تقويم العمل في المشروع يتم عبر خمس مراحل هي: اختيار المدارس، تدريب القيادات، الزيارات التقويمية، الزيارات التقويمية الفعلية، وتسليم التقارير. وأضافت أن نتائج البرنامج خلصت إلى أن 42 مدرسة حصلت على اعتماد عالٍ و25 حصلت على الحد الأدنى من الاعتماد و4 مدارس لم تحصل على أية اعتماد، وذلك من ضمن 70 مدرسة طبقت عليها التجربة.