توقعت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن يشهد فصل الصيف الحالي، حدوث حالات شذوذ مناخي في درجات الحرارة العظمى وهطول الأمطار، وأن يكون حاراً جافاً على غالبية المناطق. فيما بدء أول من أمس (السبت)، موسم مربعانية القيظ، والذي يؤذن دخولها بانتهاء موسم الأمطار، والانتقال من مرحلة الحر الناعم إلى الحر اللاهب. ويبدأ فصل الصيف أرصادياً في الأول من حزيران (يونيو) إلى 31 آب (أغسطس) الموافق للسادس من رمضان الجاري إلى التاسع من ذي الحجة المقبل، إلا أن الهيئة قالت: «إن الإحساس بدرجات الحرارة المرتفعة قبل ذلك، نظراً إلى طبيعة المملكة الجغرافية»، وذلك وفقاً لتقريرها المناخي الفصلي لصيف 2017 الذي أصدرته أخيراً. أما فلكياً؛ فيبدأ فصل الصيف في 21 يونيو ويستمر إلى 21 أيلول (سبتمبر)، والذي يوافق 26 رمضان إلى 30 ذي الحجة. ويكون فصل الصيف (يونيو، يوليو، أغسطس) جافاً في شكل عام على غالبية المناطق بسبب الهواء الحار والجاف المصاحب لامتداد المنخفض الهندي فوق هذه المناطق ماعدا الجنوبية الغربية من المملكة، وتوجد نسب هطول عالية ناتجة من تقدم شريط الفاصل المداري ITCZ شمالاً إلى تلك المناطق، ولكن تأثيره على الطائف سيكون أضعف نسبياً. ويسيطر امتداد منخفض الهند الموسمي على غالبية أجزاء المملكة، ويحمل الرياح القارية الحارة والجافة المقبلة من الشرق إلى غالبية أرجاء المملكة ويقابله من ناحية الغرب امتداد مرتفع الآزورز، ما يتسبب في إحداث فروقات كبيرة في قيم الضغط الجوي، وبالتالي فإن حركة الرياح تنتقل في شكل متسارع لتكون موجات من الغبار والأتربة الكثيفة أحياناً. ويستثنى من هذه الأجواء المناطق الجنوبية الغربية، إذ تتأثر في غالبية الأحيان بكتل هوائية رطبة، وبالتالي فإن تأثير امتداد المنخفض الموسمي الهندي يمكن أن يبدأ قبل الصيف، وأن يستمر حتى أواخر شهر أيلول (سبتمبر). وتوقعت الهيئة في تقريرها مستندة إلى مؤشرات نواتج النماذج العددية العالمية طويلة المدى وتحليل المعلومات لصيف هذا العام، أن تكون درجات الحرارة المتوقعة أعلى من معدلاتها الفصلية في شكل ملحوظ على غالبية المناطق، بينما توقعت مخرجات بعض النماذج العددية المناخية العالمية درجات حرارة عالية جداً على شرق ووسط وأجزاء من غرب المملكة. وأشارت الهيئة إلى احتمال حدوث بعض حالات الشذوذ المناخي مثل ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها العظمى بفارق كبير، والتي تسمى ب«الحالات المتطرفة»، والتي يمكن التنبؤ بها من خلال التوقعات قصيرة المدى. أما في جانب الأمطار؛ فتوقعت الهيئة أن تكون حول معدلاتها الفصلية على غالبية المناطق، وتميل إلى أن تكون أعلى من معدلاتها الفصلية على المناطق الجنوبية الغربية، والغربية، والأجزاء الساحلية منها، وتوقعت أيضاً حدوث حالات شذوذ مناخي تنتج عنها أمطار غزيرة على المرتفعات الغربية، والجنوبية الغربية تفوق المعدلات وخصوصاً خلال النصف الأخير من شهر يوليو إلى نهاية شهر أغسطس. واستعرض التقرير معدلات هطول الأمطار الشهرية التاريخية على بعض مدن ومناطق المملكة خلال فصل الصيف للفترة من 1985 إلى 2016، مبيناً أن كلاً من الرياض، والدمام، والقصيم، والوجه، والقريات، وعرعر، وطريف ورفحاء لم تسجل فيها حالات هطول أمطار. بينما سجلت خميس مشيط أعلى معدل هطول أمطار في أغسطس وبلغ 26.5 ملم، ثم جازان وأبها على التوالي ب25.1، 24.8 ملم في أغسطس أيضاً. وفي جانب الحالات المتطرفة للأمطار، فكانت أعلى كمية هطول في الفترة ذاتها سجلتها في أغسطس أيضاً خميس مشيط، وبلغت 146.4 ملم، ثم الطائف ب143.2 ملم. بدوره، قال عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق إن «يوم السبت الماضي كان أول مربعانية القيظ، وتسمى المربعانية باللهجة الدارجة لأن مدتها 40 يوماً، وتبدأ مربعانية القيظ بطلوع نوء الثريا، وتستمر ثلاثة أنواء وهي: الثرياء، والدبران، والهقعة»، مشيراً إلى أن أول مربعانية القيظ تكون في باكستان وعمان وهي الأعلى حرارة في العالم حينها، وفي نهايتها تكون في العراق، والكويت، والسعودية وهي الأحر عالمياً. وأوضح الزعاق أنه مع دخول موسم المربعانية ينتهي الموسم الطبيعي لهطول الأمطار على غالبية مناطق السعودية ما عدا الجنوب، والشريط الممتد من الطائف حتى عسير، موضحاً أن المربعانية فترة الانتقال من مرحلة الحر الناعم إلى الحر اللاهب، وفيها تصل الشمس إلى أعلى ميل لها شمالاً فيبلغ النهار طوله والليل قصره.