فوجئ الجمهور خلال مشاهدة الأعمال الدرامية في رمضان هذا العام بتقليد جديد للشاشات المصرية تضمن وجود تنويه يحدد العمر المناسب لمشاهدة كل مسلسل، والذي اشتمل على أكثر من تصنيف عمري وضع وفق كل عمل فني، ومدى احتوائه على قضايا أو مشاهد جريئة. وبدأ التصنيف العمري من عمر أكثر من 12 عاماً والذي وضع على معظم المسلسلات المعتمدة على الكوميديا، ومنها مسلسل «ريح المدام» بطولة أحمد فهمي ومي عمر وأكرم حسني، ومسلسل «خلصانة بشياكة» بطولة أحمد مكي، ومسلسل «هربانة منها» بطولة ياسمين عبدالعزيز. والتصنيف الثاني لمن تزيد أعمارهم عن 16 عاماً، وهو للأعمال التي تتضمن بعض مشاهد العنف أو القتل، بينها مسلسل «كلبش» بطولة أمير كرارة ومسلسل «ظل الرئيس» بطولة ياسر جلال. فيما شمل التصنيف الأخير الفئة العمرية التي تتجاوز ال18 عاماً، وهو للأعمال الأكثر جرأة في تناول موضوعاتها وقضاياها، بينها مسلسل «كفر دلهاب» بطولة يوسف الشريف والذي تدور حوادثه حول عالم الأرواح والمس الشيطاني. وعلى رغم أن التصنيف العمري لمشاهدة الأعمال الدرامية أمر متعارف عليه منذ سنوات طويلة في الغرب، فإنه يعتبر أمراً مستحدثاً على الدراما المصرية، بخاصة أن غالبية المسلسلات على مدار الأعوام الماضية لم تكن تحت حكم الرقابة على المصنفات، وإنما كانت كل قناة فضائية تحدد المحتوى والمضمون الذي ترغب في عرضه على شاشاتها. لكن الوضع تغير أخيراً، وتحديداً منذ العام الماضي عبر إلزام المسلسلات بأخذ موافقة من الرقابة قبل العرض على أي قناة، خصوصاً أن شاشات التلفزيون المصري الرسمي تتبع لجهة رقابية، هي المنوطة بتحديد كل ما يظهر على الشاشة، سواء أعمال درامية أو برامج تلفزيونية. وحول الأسس التي تحدد الشرائح العمرية لمشاهدة الأعمال الدرامية تحدث رئيس الرقابة على المصنفات الفنية المصرية خالد عبدالجليل ل «الحياة» قائلاً: «شكلت مجموعة من اللجان المتخصصة لوضع التصنيف العمري على كل مسلسل يعرض خلال شهر رمضان، واعتمدنا في اختيار تلك التصنيفات على المعايير والشروط المعمول بها عالمياً، كما وضع التصنيف بناءً على قرار اللجنة بعد قراءة سيناريو كل عمل». وأضاف عبدالجليل: «شاهدنا بعض الحلقات عقب تصويرها، ولكن لم نتمكن أن نحدد على أساسها أي شيء، لأن كل المسلسلات لم يكن قد تم الانتهاء من تصويرها قبل شهر رمضان، ولذلك التزمنا بالتصنيفات ذاتها التي وضعت على السيناريو قبل بداية تصوير العمل». وأكد عبد الجليل أن ما حدث في دراما رمضان هذا العام خطوة أولى نحو الخطوات التي ترغب الرقابة في اتخاذها خلال الفترة المقبلة، موضحاً أنه تم البدء في هذا المشروع منذ العام الماضي، ولاحظ الجمهور للمرة الأولى أن هناك تصنيفاً للشرائح العمرية على بعض الأعمال الدرامية، لكنها كانت قليلة جداً، لأنه لم يكن هناك إدراك كاف بعد من صناع الأعمال الدرامية لوجوب عرض السيناريوات على الرقابة لوضع ملاحظاتها عليها». ولفت رئيس الرقابة على المصنفات الفنية إلى أن الخطوات التي ستتخذها الرقابة في العام المقبل ستكون أكثر دقة من هذا العام، اذ ستحدد مواعيد عرض كل مسلسل وفق تصنيفه العمري، بمعنى أن الأعمال الدرامية المصنفة لأكثر من 18 عاماً لا يجوز عرضها إلا بعد منتصف الليل». وعن مدى التزام الأعمال الدرامية بتعليمات الرقابة، أجاب: «التزمت غالبية الأعمال الدرامية بكل التعليمات التي وجهت لها، وبعض المسلسلات حذف عدد من المشاهد منها لأنها لا تليق بالمشاهد المصري والعربي، لكن الأعمال التي كان عليها ملاحظات من اللجان المتخصصة، كانت قليلة جداً. أما بالنسبة الى التصنيف العمري فهناك قنوات فضائية التزمت بوضع اللافتة المقررة من الرقابة على شاشاتها بينما لم تلتزم قنوات أخرى، وأيضاً هناك مسلسلات وضعت التصنيف على مقدمة أعمالها، بينما تجاهلت أخرى الأمر برمته». وأشار إلى أن «الرقابة لا تملك سلطة تخول لها فرض وضع التنويه على القنوات، ويتوقف الأمر على مدى احترام تلك الشاشات للجمهور».