نيروبي - أ ف ب - بدأ مئات السودانيين الجنوبيين في الشتات يصوتون صباح أمس الأحد في وسط نيروبي في إطار الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان. ووقف الناخبون الذين وصل بعضهم في وقت مبكر جداً، بين رجال ونساء يرتدون ثياب العيد وينتظرون بصبر تحت حر الشمس في مدخل مباني «نادي السكك الحديد»، وهو ناد رياضي في وسط المدينة تحول بالمناسبة إلى مركز اقتراع. وقال مايكل آووك (50 سنة) الذي يضع قبعة بيضاء رسم عليها علم جنوب السودان «إنه يوم عظيم لنا يوم سننهي فيه الاضطهاد!». وتم تسجيل 15 ألف جنوب سوداني مقيمين في كينيا على لوائح اللجنة المكلفة تنظيم الاستفتاء. ويقيم معظمهم في نيروبي (خمسة آلاف تقريباً) وفي مخيم كاكوما للاجئين (اقصى شمال شرق كينيا، خمسة آلاف أيضاً). وأُعدت ثمانية مراكز اقتراع في الأراضي الكينية بمناسبة الاستفتاء، اثنان منها في العاصمة. وفي «نادي السكك الحديد» المجاور لحديقة نيروبي الكبيرة بدأ الاقتراع كما كان مقرراً في الساعة الثامنة في هدوء وترقب كبيرين لكن بوتيرة بطيئة جداً تسببت في بعض التدافع الذي تم احتواؤه بسرعة. وتضم اللائحة الانتخابية ثلاثة آلاف ناخب في هذا المركز. وأوضحت جودي جادن (28 سنة) «المنفية» في كينيا منذ 16 عاماً: «إننا متحمسون كثيراً. إنه يوم عظيم بالنسبة إلينا». وأضافت: «وصلت مع اصدقائي في الساعة الخامسة صباحاً لأننا نريد التصويت مبكراً جداً». أما بيتر غوني (25 سنة) صاحب الشعر الطويل والعيون البراقة فقال «إننا ماضون نحو الانفصال، هذا أكيد، لا أحد هنا سيصوت للوحدة». وأضاف هذا الشاب الذي يعيش منذ عشرين سنة في كينيا ولم يعد الى بلاده من حينها: «فور نيلنا استقلالنا سأعود الى منزلي في بنتيو (قرب الحدود مع شمال السودان). لن يبقى لي أي مبرر للبقاء في كينيا». وعلى بعد بضعة أمتار، بدأت مجموعة من النساء يرتدين ثياباً افريقية ملونة وقميصاً رسمت عليه صورة جون قرنق، زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الراحل، يرقصن على وقع موسيقى إثنية الدينكا التقليدية في جنوب السودان. وامتدت طوابير الانتظار لنحو مئتي متر، وقال جون اكيتش العملاق بابتسامة عريضة «لا يهم، انتظرنا سنوات عديدة من أجل حريتنا، لا بأس أن ننتظر ساعات أخرى».