انتقد 30 سجيناً في إصلاحية الدمام، أساليب التفتيش المُطبقة على السجناء في حال الدخول أو الخروج من الإصلاحية، ووصفوها ب«المحرجة». وأشاروا في خطاب تم رفعه بحسب قولهم، إلى جهات حقوقية، إلى «تفشي» الأمراض المُعدية بين السجناء، وعزوا ذلك إلى «منع دخول البطانيات» التي يجلبها ذووهم لهم، ما يضطرهم إلى استخدام فُرش وأغطية قديمة، استعملها سجناء قبلهم. وطالبوا ب «نقل النزلاء المصابين بأمراض نفسية إلى المستشفيات، وترحيل السجناء المقيمين، الذين يمثلون 70 في المئة من النزلاء، إلى بلادهم». وطالب السجناء، الجهات الحقوقية، في خطاب رفعوه إليها (اطلعت عليه «الحياة)، ب«التدخل لوقف الممارسات الاستفزازية» في حقهم، بحسب وصفهم. كما أكدوا على «ضمان حقوقنا الصحية والمعيشية والإنسانية»، مشيرين إلى أن من بين «الانتهاكات»، «التجريد من بعض الملابس عند الدخول في كل مرة إلى السجن». وتشمل احتجاجات السجناء التي ذكروها «التلفظ علينا، لأبسط الأسباب»، مشيرين إلى أن هذه الإجراءات التي تتبعها إدارة السجن من أجل منع تهريب المخدرات، ملمحين إلى أن الإدارة «تعرف أساليب التهريب جيداً، وتدرك أن هذه الأساليب لا تنطبق على الجميع». في الوقت نفسه، أكدت جمعية حقوق الإنسان في السعودية تلقيها بعض الشكاوى من نزلاء إصلاحية الدمام، معلنة انها بصدد التأكد من صحتها، ومتابعتها، وأشار السجناء، إلى تفشي أمراض مُعدية في السجن، من بينها «الدرن»، و«التهاب الكبد الوبائي»، و«الإيدز»، و«يتزايد ضحاياها يوماً بعد آخر»، مطالبين بسرعة تطعيمهم ضد هذه الأمراض. كما دعوا إدارة السجن إلى «توفير الفرش والأغطية النظيفة، والرعاية الطبية، وإخضاع النزلاء إلى الفحوصات الطبية». وقالوا: «إن إدارة السجن ترفض دخول البطانيات من أقارب النزلاء، كما ترفض توفيرها لهم، ما يضطرنا إلى استخدام فرش وأغطية قديمة ملوثة، وأدى ذلك إلى انتشار الأمراض بيننا». وانتقدوا دور الشؤون الدينية في السجن، و«منع بعض النزلاء من الذهاب إلى المكتبة، إلا لمن لديه معرفة شخصية». ودعا السجناء، رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني، إلى «الوقوف على وضع السجناء، والعمل على نقل المصابين بأمراض نفسية إلى المستشفيات، وترحيل المقيمين، الذين يمثلون 70 في المئة من النزلاء إلى بلادهم»، مشيرين إلى ان تكدسهم «اضطر النزلاء إلى النوم في الممرات والمساجد من دون أغطية، وناشدوا بتزويد السجناء بالبطانيات والفرش. «حقوق الإنسان» تتابع الشكاوى بدوره، كشف رئيس جمعية حقوق الإنسان في السعودية الدكتور مفلح القحطاني، عن تلقيهم «بعض الشكاوى من نزلاء إصلاحية الدمام»، مضيفاً ان «الجمعية تسعى إلى التأكد من صحتها، ومتابعتها»، لافتاً إلى الإجراءات المتبعة عادة، في مثل هذه الحالات، «قد نطلب من هيئة التحقيق والادعاء العام زيارة السجن، للاطلاع على أوضاعه، وذلك بحكم نظامهم الذي ينص على ذلك، وقد تقوم الجمعية بنفسها، بزيارة السجن المعني، أو تتم مخاطبة إدارته، للتأكد من حيثيات ارتفاع الشكاوى الصادرة منه»، منوهاً إلى أن هناك «أكثر من وسيلة، لمتابعة أوضاع السجون التي نرصد فيها، أو تصل منها تظلمات حول أوضاعها الداخلية». فيما قال مدير فرع هيئة حقوق الإنسان في الشرقية إبراهيم عسيري، ل «الحياة»: «لم نتلق إلى الآن، شكوى بهذا الخصوص، وفي حال وصلتنا سنتخذ الإجراءات بحسب النظام. ويمكن أن نكلف أحد الباحثين، أو نرسل ممثلين إلى سجن الدمام، للتحقق من الشكاوى، ومحاولة معالجتها مع المسؤولين في إدارة السجن، فهذا من صميم عملنا». ولفت عسيري، إلى أن تقرير الفرع الذي سيصدر في غضون اليومين المقبلين، «يوضح أن هناك قضايا في السجن تمت معالجتها من جانب الهيئة. ونحن على تواصل مستمر مع إدارة السجون في الشرقية، ممثلة في مديرها العقيد عبدالله البوشي». وقال: «إن جميع الصعاب يتم تذليلها. كما نقوم بمعالجة الكثير من الإشكالات. وفي حال وجود شكوى؛ نحن على أتم الاستعداد لبحثها مع المسؤولين». لافتاً إلى أنه «من المستحيل أن يوضع شخص في السجن، ويقول بأن وضعه جيد»، مضيفاً «ثمة أمور تمت معالجتها في حينه، بالتنسيق مع مديري سجون المحافظات، أو المدير العام في الشرقية. وفي حال تأكدنا من وجود مشكلة لسجين، وهو إنسان قبل كل شيء، وتقدم بشكوى، سنحاول معالجتها بحسب توجيهات المسؤولين»، مشيراً إلى رغبة بعض السجناء في إتاحة الفرصة لهم للحديث لفترة أطول عبر الهاتف، ومع تكدس السجن بالنزلاء، واحتياج الأمر إلى جدولة، نقوم بالتنسيق، ونحاول تذليل الأمر مع أقاربه». وأكد أنه يقوم «بزيارات مستمرة لسجن الدمام، ودور التوقيف. ونستقبل الشكاوى، ونبحثها، ونتأكد منها. وفي حال استدعى الأمر زيارة المسؤولين إلى سجون الشرقية؛ يتم تكليف أحد العاملين في الفرع، أو أقوم بنفسي ببحث المشكلة، وبقدر المستطاع تتم معالجتها. وقد عالجنا حالات كثيرة، بدعم وتوجيه من رئيس الهيئة ونائبه، وتقاريرنا توضح ذلك».