تبرز مساعي بورصة تورونتو للفوز بشريحة من الطرح العام الأولي الضخم لشركة «أرامكو» السعودية الخبرة الكبيرة للبلد في مجال الموارد الطبيعية في إطار عرض أوسع نطاقاً لمساعدة المملكة في تنويع مورد اقتصادها المعتمد على النفط. وفي وثائق، حصلت عليها رويترز للعرض الكندي، تتحدث بورصة تورونتو عن مكانتها البارزة في مجال جمع رؤوس الأموال في قطاع النفط والغاز، والاهتمام الكبير بتداول الأسهم من خارج البلاد. ولا يقتصر العرض الكندي على شريحة من طرح أرامكو، فخلال الزيارات العديدة للمملكة، التي كان أحدثها في أواخر آذار (مارس)، اصطحب مسؤولون من شركة تي.إم.إكس المالكة لبورصة توروتنو، مسؤولين تنفيذيين من بعض أكبر المصارف وشركات السمسرة والشركات المالية في كندا وغيرها، بحثاً عن دور لكندا في تنفيذ خطة «رؤية 2030» بالمملكة. وقال مصدر يشارك في المساعي الكندية في شكل مباشر: إن التركيز ينصب على إقناع السعودية بأن كندا متفوقة في عشرة من 12 مجالاً تستهدفها التنمية في إطار الخطة، من بينها التعدين والبنية التحتية. وطلب المصدر عدم نشر اسمه، نظراً إلى حساسية الأمر. وقالت تي.إم.إكس في بيان «نعتقد أننا عرضنا أفضل ما لدى كندا، وسنستمر في الترويج لنقاط قوتنا عند ملاحقة فرص المشاريع في المنطقة وبأنحاء العالم». لكن محامين متخصصين في الأوراق المالية قالوا إن أفضل فرصة للفوز بشريحة من أكبر طرح عام أولي على الإطلاق، الذي من المتوقع أن يجمع نحو 100 بليون دولار العام المقبل، قد يكمن في عوامل الجغرافيا والسياسة. وعلى رغم أن بورصة تورنتو تأتي في مركز متأخر في السباق الذي تخوضه أيضاً بورصات أكبر، مثل لندنونيويورك وطوكيو وهونغ كونغ وسنغافورة، فإن المحامين يقولون إن حظوظها قد تزيد بعد سن قانون أميركي يسمح لمن تضرروا من هجمات ال11 من أيلول (سبتمبر) 2001 بمقاضاة الحكومة السعودية. وتشير الوثائق المقدمة من البورصة إلى أن شركات النفط والغاز المدرجة في كندا جمعت 22 في المئة من إجمالي التمويل في قطاع الطاقة على مدار السنوات الخمس الأخيرة، وأنها تحتل بذلك المركز الثاني بعد بورصة نيويورك، التي حققت نسبة بلغت 44 في المئة.