اختتمت الخميس الأيام الثقافية لنادي حائل الأدبي، والتي نظمها نادي تبوك الأدبي بأمسية ثقافية بدأها عمر الفوزان بمحاضرة بعنوان «الرواد في التفكير الفلسفي المصري المعاصر» عرف من خلالها التفكير والفلسفة والرائد لغوياً وفنياً. وأوضح الفوزان في محاضرته أن هناك من يقسم الفلسفة إلى نمطين رئيسيين أحدهما عقلي نقدي يقوم على التحليل المنطقي، والآخر يسعى لتحصيل النتائج العامة بالحدس المباشر الشخصي، مشيراً إلى أن الفلسفة أيديولوجية فعالة ومعرفة عقلانية تعتمد على الفكر والعقل تمثل درجة رفيعة من العمومية بل هي دراسة نقدية فكرية. وذكر المحاضر مجموعة من رواد التفكير الفلسفي المصري المعاصر وعدّد خمسة نماذج لرواد كثيرين قادوا الفكر المصري نحو تدعيم قيم الفكر الفلسفي والعلمي وإعادة بناء النظر العقلي المجرد في عصر القرن العشرين. ثم قرأ القاص مشعل العرفج نصوصاً عدة منها «أبواب صماء» و«سوء ظن» و«صورة بلا أصل» و«محطة انتظار»، فيما قرأت القاصة شيمه الشمري نصوص «أعداء بلا سبب» و«رياء» و«عرق» و«أجيال» و«ملل»، أعقبهما الشاعر محمد العتيق بقصيدة «وطن أنقى» ثم «مناجاة» و«بكاء الماء» و«صباح طاهر». وفي الختام قدم رئيس نادي تبوك الأدبي الدكتور مسعد العطوي درعاً وشهادة شكر لكل من رئيس نادي حائل الأدبي وأعضائه. وأكد في كلمة له أن تبادل الأفكار بين الناديين، «يعد شكلاً من أشكال الحراك الثقافي والمعرفي». من جهة أخرى، أوضح عضو مجلس إدارة نادي حائل الأدبي علي العريفي أن حائل تعد من مراكز الحضارات القديمة في شبه جزيرة العرب، الأمر الذي أسهم في تشكيل الثقافة لدى أبناء هذه المنطقة، إذ أطلق عليها اسم «مفتاح الصحراء» نظراً لكونها المعبر الرئيسي للمتجهين شمالاً أو جنوباً في شبه الجزيرة العربية، مشيراً إلى أن حائل كانت «مهوى أفئدة الرحالة الغربيين قديماً، ولأنها من أغنى مناطق المملكة بالآثار العثمانية والثمودية والإسلامية». جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها في نادي تبوك الأدبي بعنوان «البدايات الثقافية المبكرة في حائل» أخيراً، ضمن الفعاليات نفسها، وأدارها الدكتور موسى العبيدان. واختتم العريفي محاضرته بالتأكيد على أن من مظاهر العناية بالكتب والمخطوطات في منطقة حائل وجود النُّساخ الذين قاموا بنسخ الوثائق القديمة والكتب والمخطوطات، ذاكراً عديداً من أسماء النُّساخ والخطاطين، مستعرضاً تاريخهم وإنجازاتهم. وفي المداخلات تساءلت سارة البلوي عن تأخر دور حائل الثقافي في العهد السعودي، فيما المشهد الثقافي كان متنوعاً قبله. وسأل الدكتور أحمد عسيري عن عدم توظيف الرؤية التاريخية في الأدب الروائي والقصصي، «علماً أن حائل زاخرة تاريخياً بالمقومات التي يمكن أن تستثمر في كافة النواحي السردية». يذكر أن أمير منطقة تبوك فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز التقى في مكتبه الثلثاء الماضي، أعضاء مجلس إدارة نادي حائل الأدبي المشارك في الفعاليات الثقافية التي يستضيفها نادي تبوك بهدف إثراء الحراك الثقافي بين الأندية الأدبية، يرافقهم رئيس نادي تبوك الأدبي الدكتور مسعد العطوي الذي تحدث عن المكانة التاريخية لمنطقة حائل عبر الأزمنة الماضية، مؤكداً أهمية مثل هذه اللقاءات التي تسعى إلى تنمية الإبداع والفكر الثقافي في مناطق المملكة، مشيراً إلى أن هذه اللقاءات تعد روح الأندية الأدبية ومشعلها الثقافي والأدبي.