الدوحة - أ ف ب - بعد نحو شهر على فوزه بدورة كأس الخليج لكرة القدم المفضلة لديه، يستهل منتخب الكويت غمار كأس آسيا ال15 في قطر بمواجهة صعبة مع المارد الصيني اليوم (السبت) على ملعب نادي الغرافة ضمن منافسات المجموعة الاولى. تأتي كأس آسيا هذه المرة في لحظات صعود بريق المنتخب الكويتي مجدداً بعد اعوام من الاخفاقات اذ ابتعد عن منصات التتويج 12 عاماً، وتحديداً منذ فوزه بدورة الخليج ال 14 في البحرين عام 1998، قبل ان يبدأ افراد الجيل الحالي بكتابة فصل جديد من الالقاب بدأ في دورة غرب آسيا في الاردن قبل نحو ثلاثة اشهر، ثم امتد الى «خليجي 20» في عدن. امتاز المنتخب الكويتي بتكتيك جيد في دورة الخليج بقيادة مدربه الصربي غوران توفيدزيتش الذي اجاد توظيف قدرات لاعبيه خصوصاً في الهجمات المرتدة التي يمتاز بها جيداً. قدم منتخب الكويت خلال مشواره الى اللقب الخليجي عروضاً لفتت الانظار ترجمها بالفوز على قطر 1- صفر واليمن 3- صفر وتعادل سلبي مع السعودية في الدور الاول ضمن المجموعة الاولى، قبل ان يحقق فوزاً ثميناً على العراق 5-4 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 2-2 في الوقتين الاصلي والاضافي في نصف النهائي، ثم توج تفوقه بتغلبه على السعودية 1-صفر في المباراة النهائية ليعود بالكأس العاشرة في تاريخه (رقم قياسي). استعد الازرق للنهائيات الآسيوية عبر التدريب في الكويت لمدة اسبوع، قبل التوجه الى معسكر تدريبي في القاهرة خاض خلاله ثلاث مباريات، فتغلب على نظيره الكوري الشمالي 2-1 ثم تعادل معه 2-2، وفاز على نظيره الزامبي بأربعة اهداف نظيفة. استقر توفيدزيتش على التشكيلة التي سيشارك بها في كأس آسيا وان اربكت الاصابات حساباته في الامتار الاخيرة، فاضطر الى استدعاء المهاجم احمد عجب بدلاً من المدافع محمد راشد بعد تعرضه الى الاصابة في التدريب الثاني للمنتخب في الدوحة، اذ كشفت الاشعة المقطعية جود تمزق في اربطة الركبة اليمنى ستبعده عن الملاعب ستة اسابيع على الاقل. وتوفيدزيتش يقف حائراً لاختيار لاعب في مركز محمد راشد وقد يدفع بيعقوب الطاهر او عامر المعتوق، لان عجب يلعب في خط الهجوم. وتعرض نجم الكويت بدر المطوع، افضل هداف في العالم لعام 2010 بحسب الاتحاد الدولي للتأريخ والاحصاء، الى التواء في الكاحل الايمن في الحصة التدريبية الاولى في الدوحة، لكنه شارك في تدريبات الامس وقد يلحق بمباراة الصين من دون تأكيد ذلك بشكل نهائي حتى الآن. ويضع المدرب في حساباته ايضاً ضرورة تجهيز بديل عن المطوع في حال قرر الجهاز الطبي عدم جهوزيته، وقد يشرك عبد العزيز المشعان او خالد خلف او فهد العنزي. ويمتلك منتخب الكويت ورقة رابحة تتمثل بالجناح الايمن فهد العنزي الذي تألق في دورة الخليج ونال لقب افضل لاعب فيها نظراً إلى اختراقاته السريعة وتمريراته العرضية الخطيرة، فضلاً عن الجناح الايسر وليد علي الذي يخوض غداً مباراته الدولية رقم مئة. وقد يصطدم «ابطال الخليج» في كأس آسيا بالحالة المعنوية المرتفعة لديهم بعد الاحتفالات التي اعقبت فوزهم باللقب الخليجي، والمبالغ المالية المعتبرة التي حصلوا عليها من مختلف شرائح المجتمع الكويتي جراء انجازهم، وهذا ما ركز عليه معظم المسؤولين عن الرياضة الكويتية. الشيخ احمد الفهد رئيس المجلس الاولمبي الاسيوي دعا لاعبي المنتخب المشارك في كأس آسيا الى التحرر من الضغوط والتركيز على البطولة. وقال الفهد خلال لقائه باللاعبين: «يجب عليكم نسيان ثلاثة أمور ووضعها خلفكم قبل بدء منافسات كأس آسيا وهي اولاً أنكم أبطال الخليج، وثانياً نسيان كل الاحتفالات التي رافقت ذلك الانتصار، وثالثاً عدم الالتفات للضغوطات التي تطالبكم باحراز اللقب القاري». وطالب اللاعبين: «بالاستمتاع بالمباريات والتعامل معها خطوة بخطوة والتركيز فقط على المباراة المقبلة وعدم التفكير في الأدوار النهائية حالياً». ما يزال منتخب الصين يبحث عن لقبه الاول في البطولة الآسيوية التي يشارك فيها للمرة العاشرة بعد اعوام 76 و80 و84 و88 و92 و96 و2000 و2004 و2007، وكان قريباً من هدفه في مناسبتين لكنه خسر في المباراة النهائية عامي 1984 امام السعودية صفر-2 في سنغافورة و2004 امام اليابان 1-3 في عقر داره. ويبقى التأهل الى نهائيات مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان افضل انجازات منتخب الصين حتى الآن. استعدادات المنتخب الصيني لنهائيات الدوحة كانت واعدة اذ حقق الفوز في المباريات الخمس التي خاضها في الفترة الماضية آخرها على نظيره العراقي بطل النسخة الماضية 3-2 في الدوحة، وقبلها على مقدونيا 1-صفر. يقود المنتخب الصيني المهاجم الدولي السابق جاو هونغبو الذي تولى المهمة في نيسان (ابريل) 2009 بدلاً من الصربي فلاديمير بيتكوفيتش اثر فشله في قيادة الفريق الى نهائيات مونديال 2010. وقد عمل هونغبو (44 عاماً) مساعداً للمدرب الهولندي آري هان ابان اشرافه على المنتخب بين عامي 2002 و2004، واشرف ايضاً على منتخب الصين دون 17 عاماً، وعلى فرق غوانغجو سونغري وشنغهاي زهونغيام وجيامين هونغشي وتشانغ تشون ياتاي وقاد الاخير الى لقب الدوري المحلي عام 2007. ويضم المنتخب الصيني عدداً من النجوم البارزين امثال لي زويبينغ وزهاو بينغ ولي جيانبين وهاو جونمين ودينغ زهوجيانغ.