إتخذت قوات الأمن العراقية اجراءات جديدة عند نقاط التفتيش المنتشرة في بغداد شملت اخضاع الارتال العسكرية ومواكب المسؤولين والشركات الامنية للتفتيش، بعد تلقيها تقارير استخباراتية عن تورط سيارات مظللة تابعة لمسؤولين او اجهزة امنية ولا تحمل ارقاماً رسمية في عمليات قتل بأسلحة كاتمة. وشهدت الأيام الماضبة موجة اغتيالات بمسدسات كاتمة للصوت في بغداد كان ضحيتها ضباط في الجيش والشرطة وموظفون كبار، فيما يقول شهود كانوا في مواقع الاغتيالات ان سيارات لا تحمل أرقاماً ذات زجاج مظلل نفذت هجمات . وأفاد مصدر أمني رفيع المستوى فضّل عدم الاشارة الى اسمه «الحياة» ان «تقارير امنية رفعت إلى القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي حول تزايد أعمال الاغتيالات في بغداد وبعد تشاوره مع القادة الامنيين، خصوصا قائد العمليات في العاصمة تقرر اتخاذ اجراءات جديدة عند نقاط التفتيش». واوضح المصدر ان «هذه الاجراءات تتضمن اخضاع الارتال العسكرية ومواكب المسؤولين في الحكومة والبرلمان ومواكب الشركات الامنية الخاصة العاملة في البلاد للتفتيش». واشار الى ان «الأنباء تفيد بحصول خروقات بسبب تجاهل نقاط التفتيش هذه المواكب التي عادة لا يعرف اصحابها ويظهر السائق في مقدم الموكب هوية تدل على شخص رفيع المستوى في الدولة». ولم يستبعد المصدر ان «تكون عمليات العنف الاخيرة ذات طابع سياسي بعد الفراغ في الوزارات الامنية الشاغرة في الحكومة الجديدة والضغط على الوضع السياسي لاختيار مرشحين للوزارات الامنية الثلاث بأسرع وقت لوقف الفراغ الامني الحاصل في البلاد». ولوحظ انتشار لافتة كبيرة عند نقاط التفتيش والسيطرات الامنية المشتركة بين الجيش والشرطة كتب عليها «تعليمات جديدة وموحدة» صادرة من القائد العام للقوات المسلحة وقائد عمليات بغداد تتضمن اولى فقراتها اخضاع جميع مواكب المسؤلين والارتال العسكرية الى اجراءات التفتيش المعتمدة من دون استثناءات. وتنتشر في بغداد وحدها شبكة من 400 نقطة تفتيش وحاجز، فضلاً عن النقاط الثابتة وعددها 36 نقطة وتمثل عقبات امام تنقل الاهالي اثناء التوجه الى اعمالهم والعودة الى منازلهم، وكثيراً ما يستنزف تجاوز نقاط التفتيش ساعات طويلة بسبب الاجراءات الامنية والقلق من السيارات المفخخة التي تقضي على عشرات العراقيين يومياً. وتشهد بغداد منذ أيام إجراءات استثنائية تزامنت مع استمرار أعمال العنف التي اجتاحتها أخيراً. وزاد عدد نقاط التفتيش الثابتة فيما تم نشر نقاط تفتيش «طيارة» متنقلة يشرف عليها أشخاص يلبسون الزي المدني لتحديد حرية المسلحين في الانتقال بين أحياء العاصمة بعد نجاحهم في اختراق الحواجز الامنية الثابتة. وعزا الناطق باسم قيادة العمليات في بغداد اللواء قاسم عطا نشر نقاط تفتيش وتكثيف الإجراءات الى «محاصرة المسلحين والضغط عليهم وتحديد حرية انتقالهم بين احياء العاصمة». واضاف ان «تنظيم القاعدة يعمل على تغيير استراتيجياته بحسب الظروف والضغوط المفروضة عليه، وينفذ عمليات مباشرة تهدف إلى خلق تصور بسيطرته على مقاليد الأمور في بعض المناطق والأحياء». ويكابد الاهالي في جانب الكرخ الكثير لعبور نقاط التفتيش على الجسور للوصول الى اعمالهم في الرصافة التي تتركز فيها كل الوزارات والمؤسسات الحكومية والخدمية والجامعات.