لا يصدق الجائل في بعض محافظات منطقة مكةالمكرمة، حين يتبين له فور توقفه أمام إشارات الضوء أو ترجّله ممشطاً الأسواق والشوارع، أن عشرات المتسولين الذين يراهم يستجدون هذا ويستعطفون ذاك بألسن متعددة وألوان متباينة وعاهات مختلفة، ما هم إلا «أراجوزات» يشاركون في أولمبياد التسوّل العالمي!. ولعل سهولة دخول القادمين إلى مكةالمكرمة، أسهمت بجلاء في إضفاء لمسة دولية إلى كرنفالات الشحاذة، إذ تتعدد أعراق المتسولين وتتنوع أساليبهم في الاستجداء، ما أدى إلى ابتكار فنون جديدة وطرق فريدة جادت بها قرائح «هوامير التسوّل» المشغلين للمشوهين والمرضى والممثلين الذين يظفرون بما تنوء به جيوب جيران الحرم وزواره. ويمكن القول إن اللعب على وتري العاطفة والدين بات الوسيلة الأسلس للوصول إلى نقود المشحوذين في الحجاز، وهو ما تعلمته نسوة وصبية سعوديون أخيراً، باتوا يزاحمون المتسولين المستوردين على «غنائم الاستجداء». من جانبه، أكد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية سابقاً والمستشار الاجتماعي إحسان طيب على أن هناك عصابات تعكف على إدخال الأطفال من ذوي العاهات من الذين لم يبلغوا سن التكليف بغرض الحج أو العمرة ومن ثم تخلفهم في مناطق كجدة أو مكة أو المدينة لأجل التسول، مطالباً بمنع دخول الأطفال من ذوي العاهات أثناء موسم الحج أو العمرة. «الشحاذة» ... أسلوب استجداء طوّرته قرائح «هوامير التسول» إلى «أولمبياد» في مكة !