نأت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بنفسها عن مناقشة المواضيع المثارة حولها، واتجهت إلى رحاب القيم الإسلامية المشتركة، جاعلة منها محوراً لها، إذ حمل شعار ملتقى خير الأمة الثالث المنطلق الثلثاء الماضي (28/12/2010) عنوان «الشراكة في تعزيز القيم»، تحت رعاية أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز. القارئ لجدول الملتقى، يرى أن مفهوم الأمر بالمعروف لدى العاملين في الهيئة، يحمل أفقاً أوسع مما كان عليه في السابق، إذ تتركز المحاضرات حول تعزيز القيم لدى الرسول صلى الله عليه وسلم، ودورات تدريبية في حل المشكلات وحول الاتصال الفعال وديناميكية الإنجاز والحياء وتعزيز المواطنة والمسؤولية والصدق، وغير ذلك لعدد من الدعاة وأساتذة تطوير الذات. حول هذا الأمر، يقول رئيس هيئة مدينة الرياض الشيخ بندر بن محمد المطيري، إن الحاجة تشتد في واقعنا المحلي والإقليمي والدولي إلى قيمنا الإسلامية، فهي تحمل من الصفات ما يؤهلها لإنقاذ العالم، فهي ربانية المصدر والمنهج والغاية والهدف، وهي من أعظم مزايا هذه القيم الإسلامية على الإطلاق، ذلك أن الوحي الإلهي هو الذي وضع أصلاً لها وحدد معالمها، قال تعالى: (تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ)، وهي ربانية المنهج، وفي ذلك يقول تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي)، وهي كذلك ربانية الهدف والغاية، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ). وأشار المطيري إلى أن القيم الإسلامية تقع في مربع الوسطية بلا غلو ولا تفريط، وهي واقعية يمكن تطبيقها لا تكليف فيها بما لا يطاق (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)، ولا تغرق في المثالية التي تقعد بالناس عن الامتثال. ونظراً لواقعيتها فإن القيم الإسلامية قابلة للتحقق في المجتمع بمختلف الوسائل والطرق، وتتكيّف مع مختلف الأحوال والأزمان والأمصار من دون أن يؤثر ذلك في جوهرها. وأضاف: «ولأنها واقعية ووسطية وربانية، كان لا بد للقيم الإسلامية أن تكون عالمية تخاطب الإنسانية جمعاء وليست للمسلمين فقط، وإنما هي منفتحة على سائر الأمم والشعوب ينهلون منها، فتقوّم سلوكياتهم وتعدل من اتجاهاتهم، فتكون هذه العالمية مدخلاً إلى الإسلام عند كثير من الأمم والشعوب والأفراد». ونوه إلى أن قيم الإسلام شاملة، فهي لم تدع جانباً من جوانب الحياة الإنسانية بجميع مجالاتها روحية كانت أو جسمية، دينية أو دنيوية، فردية أو جماعية، إلا ورسمت له الطريق الأمثل للسلوك الرفيع، فللفكر قيم، وللاعتقاد قيم، وللنفس قيم، وللسلوك الظاهر قيم.