لندن- رويترز - قال رئيس البنك الدولي روبرت زوليك أمس إن الأسواق الحرّة، وليس السياسات الحمائية، هي الحلّ لتقلبات أسعار الغذاء، داعياً مجموعة العشرين إلى اتخاذ خطوات لإعطاء أولوية لتزويد الفقراء بالغذاء. وكتب في مقال في صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن «الردّ على تقلبات أسعار الغذاء لا يتمثّل في مقاضاة أو وقف عمل الأسواق، بل استخدامها في شكل أفضل، عبر إعطاء القدرة للفقراء، ويمكن لمجموعة العشرين اتخاذ خطوات عَملية نحو ضمان إتاحة المواد الغذائية». وسيتولى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رئاسة «مجموعة العشرين» العام الجاري. وحدد زوليك في مقاله تسع خطوات ينبغي اتخاذها لضمان حصول السكان الأفقر على الغذاء. وقال ان مثل هذه الخطوات ضرورية لضمان النمو والاستقرار العالمي. وقال إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتفهّم العلاقة بين الأسعار الدولية والأسعار المحلية في الدول الفقيرة. وأشار إلى أن كمبوديا شهدت ارتفاع السعر المحلي للرز بمقدار الربع منذ منتصف عام 2009، في حين أن الأسعار الدولية تراجعت بنسبة 15 في المئة. وأضاف أن عوامل مثل تكاليف النقل وأنواع المحاصيل وأسعار الصرف يمكن أن تؤدي إلى اختلاف الأسعار المحلية عن الأسعار الدولية. ودعا إلى وضع مدوّنة سلوك دولية لاستثناء المعونات الغذائية الإنسانية من حظر الصادرات. وقال إن «قيود التصدير يمكن أن تفاقم تقلبات أسعار الغذاء، وأن الوضع المثالي هو ألا تفرض الدول أي حظر على التصدير. ويمكن للعمل أن يستهدف أولاً تلك السلع الأولية الأساسية والدول الأكثر عرضة لخطر تقلبات الأسعار. ويجب على الدول على الأقل أن توافق على السماح بانتقال الإمدادات الغذائية للأغراض الإنسانية في شكل أكثر حرية». وتشمل الخطوات الأخرى تحسين الشفافية في شأن الإمدادات وإصدار توقعات للأحوال الجوية لفترات أطول وإيجاد احتياطات صغيرة من المواد المخصصة للبشر في المناطق المعرضّة للكوارث وتقديم بدائل لحظر التصدير وتَثبيت الأسعار. وحض على دراسة منتجات للإدارة الأخطار مثل التأمين الخاص بالأحوال الجوية أو التحوّط في شأن أسعار الطاقة، لإبقاء تكاليف النقل والمدخلات منخفضة. وأعلنت «منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة» (فاو) أن أسعار الغذاء سجّلت مستويات قياسية مرتفعة الشهر الماضي، متجاوزة المستويات التي تلت أحداث شغب عام 2008، وأضافت أن أسعار الحبوب الرئيسة قد تواصل الصعود بسبب المخاوف المرتبطة بالتغيّرات المناخية.