تحبس القارة الآسيوية أنفاسها بدءاً من الجمعة وحتى 29 كانون الثاني (يناير) الجاري، حيث تتجه الأنظار الى الدوحة التي تستضيف نهائيات كأس آسيا ال15 لكرة القدم بمشاركة 16 منتخباً. وستكون المرة الثانية التي تحتضن فيها قطر البطولة بعد عام 1992 حين ذهب اللقب إلى السعودية، كما أنها رابع دولة عربية تستضيف النهائيات بعد الكويت (1980) والإمارات (1996) ولبنان (2000). وتأتي نهائيات كأس اسيا في الدوحة بعد نحو شهر على فوز قطر بشرف استضافة نهائيات كأس العالم عام 2022 إثر تفوقها على الولاياتالمتحدة في الجولة الأخيرة من التصويت في زيوريخ. وشهدت البطولة التي انطلقت عام 1956 دخول المنتخبات العربية إلى منافساتها في سبعينات القرن الماضي، وتحديداً في البطولة الخامسة في تايلاند عام 1972، وذلك بعد ان نجحت الاتحادات العربية في إبعاد إسرائيل عن عضوية الاتحاد الآسيوي. وكان منتخب الكويت أول منتخب عربي يحرز اللقب في البطولة التي استضافها على أرضه عام 1980، ثم خلفه المنتخب السعودي الذي تزعم الساحة الآسيوية في بطولات 1984 و1988 و1996، اذ يحمل الرقم القياسي للألقاب مع إيران (1968 و1972 و1976) واليابان (1992 و2000 و2004). ويقص منتخبا قطر وأوزبكستان شريط المنافسات الجمعة على استاد خليفة الدولي ضمن المجموعة الأولى التي تضم أيضاً الكويت والصين. ويسعى "العنابي" الذي يلعب على أرضه وبين جمهوره ويسعى إلى تحقيق أفضل نتيجة ممكنة في البطولة بقيادة مدربه الفرنسي برونو ميتسو الذي واجه انتقادات حادة أخيراً عقب الخروج من الدور الاول ل"خليجي 20" في اليمن. وتخوض قطر النهائيات للمرة الثامنة بعد أعوام 80 و84 و88 و92 و2000 و2004 و2007، وتبقى أفضل نتائجها بلوغ الدور ربع النهائي في بيروت عام 2000 قبل أن تخسر أمام الصين 1-3، في حين خرجت في المرات الأخرى من الدور الاول. ولم يشارك منتخب قطر في التصفيات كونه صاحب الأرض، لكنه خاض عدداً كبيراً من المباريات الودية منذ فترة طويلة، كما نافس في "خليجي 20" فخسر أمام الكويت صفر-1 وتعادل مع السعودية 1-1 وفاز على اليمن 2-1 وخرج من الدور الاول. واحتوى الاتحاد القطري موجة الغضب التي تفجرت بوجه المدرب الفرنسي برونو ميتسو عقب دورة الخليج فجدد الثقة به في كأس آسيا، خصوصاً أن الفترة الزمنية بين الدورتين كانت ضيقة (نحو شهر)، فحاول المدرب الفرنسي الذي يعمل في المنطقة الخليجية منذ أعوام معالجة ما يمكن معالجته قبل الاستحقاق الآسيوي. وتحسنت أحوال المنتخب القطري كثيراً في الشهر الأخير خصوصا بعد عودة اللاعبين المصابين فابيو سيزار وخلفان إبراهيم وإبراهيم ماجد ما أدى إلى إعادة التوازن للتشكيلة دفاعاً وهجوماً. وخاض "العنابي" في المرحلة الأخيرة من الاعداد مباريات ودية ففاز على منتخبي مصر وأستونيا 2-1 و2-صفر، ثم تعادل سلباً مع نظيره الايراني، قبل أن يخسر أمام كوريا الشمالية صفر-1. وأعرب رئيس الاتحاد القطري الشيخ حمد بن خليفة "عن ثقته بقدرة اللاعبين والجهاز الفني بقيادة ميتسو على بذل أقصى جهد لتحقيق نتائج جيدة"، مضيفاً "منتخبنا يبحث عن الفوز في مبارياته ليصل إلى أبعد مكان في البطولة". واعتبر أن المجموعة الاولى "قوية نظراً لتقارب المستوى بين المنتخبات الأربعة"، لكنه أشار إلى "تحسن مستوى العنابي بعد أن توصل ميتسو الى التشكيلة الأساسية". واستقر ميتسو على التشكيلة النهائية وتتألف من: قاسم برهان في حراسة المرمى، وحامد اسماعيل وبلال محمد وابراهيم الغانم وابراهيم ماجد في الدفاع، ووسام رزق وفابيو ولورانس ومحمد جدو وحسين ياسر في الوسط، وسيباستيان سوريا في الهجوم. ومن الممكن أيضاً الزج بخلفان ابراهيم وطلال البلوشي ومجدي صديق وجار الله المري في الوسط والهجوم. ويرى ميتسو ان المجموعة الأولى "هي الأقوى وان لدى المنتخبات الأربعة طموحاً في الوصول إلى ربع النهائي خلافاً لمجموعات أخرى ستكون فيها الصدارة محسومة لبعض المنتخبات مثل اليابان وأستراليا في المجموعتين الثانية والثالثة". ويعتبر انه "من حق المنتخب القطري الحلم بالفوز بكأس آسيا خصوصاً أنه يلعب على أرضه وبين جمهوره، لكن الواقع يقول أن الفريق لا بد وأن يسير خطوة بخطوة"، مضيفاً "علينا أولاً تخطي المرحلة الأولى والوصول إلى ربع النهائي وبعد ذلك نفكر في الخطوة التالية". ويتابع "المنتخب القطري يسير في الطريق الصحيحة ومستواه خلال المباريات الودية تطور تدريجاً وهذه نتيجة طبيعية بعد ان حصل على فرصته في التدريب لفترة طويلة"، مشيراً إلى أنه "قبل كأس الخليج لم يكن يجد أكثر من 4 ايام لتدريب اللاعبين وهي فترة غير كافية". من جهته، يسعى منتخب أوزبكستان إلى اجتياز حاجز ربع النهائي في مشاركته الخامسة توالياً في بطولة وصل فيها مرتين إلى دور الثمانية في الصين 2004 وإندونيسيا 2007. وتأهلت أوزبكستان الى نهائيات الدوحة كصاحبة المركز الثاني في المجموعة الثالثة من التصفيات خلف الإمارات، وضمت مجموعتهما أيضاً ماليزيا، بعد أن ضمنت الهند تأهلها مباشرة عقب فوزها بكأس التحدي الآسيوي وذلك حسب أنظمة الاتحاد القاري. ولم تكن نتائج منتخب أوزبكستان في المباريات الاعدادية الأخيرة مستقرة، فلقي خسارة ثقيلة أمام نظيره السعودي بأربعة أهداف من دون ردّ، وفاز على نظيره البحريني 4-2، وأخيراً تعادل مع الأردن 2-2 في دبي. وينتظر مدرب المنتخب الأوزبكي فاديم ابراموف الفرصة المناسبة لاثبات قدرات فريقه ويقول "منتخب أوزبكستان سيرد على منتقديه في نهائيات كأس آسيا"، مضيفاً "الانتقادات ظاهرة طبيعية لكن كل شيء سيكون على ما يرام في قطر". وتابع "أنا راض عن أداء اللاعبين الشباب الذين تنافسوا للحصول على مكان في التشكيلة الأساسية وهذا أمر جيد". ويضم المنتخب الأوزبكي لاعبين جيدين وأصحاب خبرة أمثال الحارس ايغناتي نيتسروف والمهاجمين الكسندر غينريخ وماكسيم شاتسكيخ ونجوم خط الوسط ستانيسلاف اندريف وتيمور كابادزة وفيكتور كاربنكو وسيرفر جباروف وعزيزبك حيدروف والمدافع انزور اسماعيلوف. مفاجأة الأمير علي أعيد انتخاب القطري محمد بن همام رئيسا للاتحاد الآسيوي بالتزكية لولاية ثالثة خلال الجمعية العمومية ال24 للاتحاد القاري. وتستمر الولاية الثالثة حتى عام 2015 وستكون الاخيرة بالنسبة إلى ابن همام بعد أن حدد بعد مدة وجيزة من توليه رئاسة الاتحاد الآسيوي عام 2002، فترة الرئاسة بثلاث ولايات كحد أقصى، وهي كانت مفتوحة قبل توليه هذا المنصب، وهو الاتحاد القاري الوحيد الذي يعتمد هذا المبدأ. وابن همام هو اول شخصية عربية تتبوأ سدة رئاسة الاتحاد الاسيوي بعد أن بقيت في عهدة رؤساء ماليزيين تعاقبوا على المنصب منذ تأسيس الاتحاد القاري في منتصف الخمسينات. وشهدت الكرة الآسيوية نهضة كروية كبيرة منذ أن تسلّم ابن همام منصبه خصوصاً برنامج "الرؤية الاسيوية" الذي وضع للارتقاء بمستوى الكرة في آسيا، واطلاق دوري أبطال آسيا للمحترفين بنسخته الجديدة بحسب معايير معينة والتزام بدفتر شروط، إضافة إلى دوره في ضمّ أستراليا إلى كنف الاتحاد الآسيوي. وبات الأمير علي بن الحسين ثالث فرد من العائلة الأردنية المالكة يتبوأ منصباً رياضياً مرموقاً بعد فوزه بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن آسيا متفوقاً على منافسه الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جوون. وحسم الأمير علي (34 سنة) الموقف في مصلحته ب25 صوتاً في مقابل 20 صوتا لمنافسه. وأضحىأصغر شخص يتبوأ منصب نائب رئيس الفيفا. وتشغل الأميرة هيا بنت الحسين شقيقة الأميرة علي، وزوجة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، منصب رئيسة الاتحاد الدولي للفروسية، في حين أن شقيقه الأمير فيصل رئيس اللجنة الأولمبية الأردنية وعضو في اللجنة الأولمبية الدولية. كد الامير علي بن الحسين الذي انتخب نائبا لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بانه سيفي بوعده في ما يتعلق بتنفيذ الشعارات التي رفعها خلال حملته الانتخابية في الاشهر القليلة الماضية. وكان الامير علي حقق مفاجأة مدوية بتفوقه على الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جوون النائب السابق لرئيس الاتحاد الدولي اليوم الخميس في الدوحة في الانتخابات التي اقيمت خلال الجمعية العمومية للاتحاد الاسيوي حاصدا 25 صوتا مقابل 20 لمنافسه. وشكر الأمير علي الذين "صوتوا لي والذين لم يصوتوا لي، وأعدهم بأن حالة التغيير التي رفعتها خلال حملتي الانتخابية سأنفذها بحذافيرها". وزاد: "ترشحت لدعم قطاع الشباب ويجب علينا بناء قاعدة رياضية في آسيا تنافس مستقبلاً على البطولات العالمية. إن الدول الآسيوية تبحث عن دماء جديدة تمثلها في الاتحاد الدولي وأنا سعيد بانتخابي اليوم". وانتخب الأمير علي رئيساً للاتحاد الأردني عام 1999 خلفاً لشقيقه الملك عبدالله الثاني، كما يرأس اتحاد دول غرب آسيا الذي اشهر عام 2000. وكان تشونغ يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي منذ 16 عاماً، ومن الاسماء المرشحة لمنافسة بلاتر على رئاسة الاتحاد الدولي ومن هنا كانت اهمية الاحتفاظ بمنصبه. وأعيد انتخاب التايلاندي واراوي ماكودي عضواً في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لولاية جديدة (23 صوتاً)، في حين دخلها السريلانكي فرناندو مانيلال للمرة الأولى (24 صوتاً). وتنافس على المقعدين أربعة أشخاص هم إضافة الى الفائزين، الصيني زهانغ جي لونغ، والياباني كوهزو تاشيما. كما أعيد انتخاب السعودي حافظ المدلج عضواً في اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي، في حين دخل اليها للمرة الأولى العُماني خالد البوسعيدي والشيخ البحريني علي بن خليفة آل خليفة. في المقابل، خسر العراقي حسين سعيد منصبه، ولم ينجح ممثل لبنان رهيف علامة. وحصل كل من المدلج والبوسعيدي على 27 صوتاً والشيخ علي على 29 صوتاً. ونال علامة 17 صوتاً، وسعيد 11 صوتاً.