قدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم (الثلثاء)، تعازيه بضحايا الهجوم الانتحاري الذي استهدف حفلاً للمغنية الأميركية أريانا غراندي في مدينة مانشستر في شمال إنكلترا أمس، وأسفر عن مقتل 22 شخصاً بينهم أطفال، وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مسؤوليته عنه. وقال ترامب من مدينة بيت لحم في الضفة الغربيةالمحتلة حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الولاياتالمتحدة «متضامنة تماماً» مع الشعب البريطاني. وعبر عن «أخلص التعازي» لأسر الضحايا، وقال «قتل أشرار خاسرون في الحياة الكثير من الأبرياء ممن هم في عمر الزهور الذين كانوا يحيون ويستمتعون بحياتهم». وقال الرئيس الأميركي إن «مجتمعنا لا يمكن أن يتغاضى عن استمرار إراقة الدماء هذه. لا يمكننا تحمل لحظة أخرى من قتل أناس أبرياء». وتابع: «الإرهابيون والمتطرفون والذين يقدمون لهم العون ويوفرون لهم سبل الراحة يجب أن يخرجوا من مجتمعنا إلى الأبد. لا بد من محو هذا الفكر الخبيث وأنا أعني محوه تماماً». وأبلغ ترامب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تضامن الأميركيين مع المملكة المتحدة. وقال البيت الأبيض في بيان إن الزعيمين اتفقا خلال اتصال هاتفي على أن الهجوم «وحشي وخسيس». وأضاف أن الرئيس «أكد لرئيسة الوزراء أن الشعب الأميركي يقف مع شعب المملكة المتحدة وأن عزيمتنا لن تتراخى في مواجهة الإرهاب». وعبر قادة أوروبا عن دعمهم بريطانيا وتعاطفهم معها. وقال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد اتصال هاتفي مع رئيسة الوزراء البريطانية إنه أبلغها بأنه حشد كل جهود التعاون لمساعدة بريطانيا في حربها على الإرهاب. وقال مسؤول مقرب من ماكرون إن من المقرر أن يزور الرئيس في وقت لاحق اليوم مقر السفارة البريطانية في باريس. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر: «يكسر قلبي التفكير بأن الإرهاب سعى من جديد إلى غرس الخوف حيث يجب أن يكون هناك فرح، ونشر الفرقة حيث يجب للشباب والعائلات أن يجتمعوا للاحتفال». وأضاف في بيان: «اليوم نحن في حداد معكم. غداً سنعمل معكم جنباً إلى جنب لصد هجمات من يسعون إلى تدمير أسلوب حياتنا». وتابع «هذه الهجمات الجبانة ستعزز فقط التزامنا العمل معاً لهزيمة منفذي مثل هذه الأعمال الدنيئة». وقال مفوض الأمن في الاتحاد الأوروبي البريطاني جوليان كينغ في «تويتر»: «اليوم نعبر عن تضامننا الكامل مع ضحايا هجوم مانشستر الرهيب الإرهابي». وتم تنكيس أعلام الدول الأوروبية في المقر الرئيس للاتحاد في بروكسيل. وقال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في محادثات خروج بريطانيا من التكتل ميشيل بارنييه إن «الدعم (سيُقدم) لحكومة بريطانيا في الحرب على الإرهاب». وعبر قادة آخرون عن تضامنهم مع لندن من بينهم رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل. وعبر الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي مارتن شولتس الذي سينافس المستشارة الألمانية أنغيلا مركل على منصبها في الانتخابات العامة المزمعة في أيلول (سبتمبر) المقبل، عن مشاعر مماثلة لزملائه الأوروبيين. وقال في «تويتر»: «ترد أنباء مرعبة من مانشستر. (إنها) مأسوية في شكل لا يصدق. تعاطفي مع الضحايا وعائلاتهم». وأبدت مركل صدمتها وحزنها، وقالت إن «هذا الهجوم الذي يشتبه في أنه إرهابي لن يزيدنا إلا عزماً على مواصلة العمل مع أصدقائنا البريطانيين ضد الذين يخططون وينفذون مثل هذه الأعمال غير الإنسانية». وتابعت «أطمئن الشعب البريطاني: ألمانيا تقف بجانبك». وقال رئيس وزراء إيطاليا باولو جنتيلوني إن اجتماع زعماء دول «مجموعة السبع» الذي يعقد في صقلية الأسبوع الجاري سيتعهد محاربة الإرهاب في أعقاب التفجير الانتحاري. وأضاف للصحافيين أن زعماء «مجموعة السبع» سيجتمعون في تاورمينا بداية من يوم الجمعة وسيبعثون «بأقوى رسالة ممكنة بتعهد موحد واستثنائي ضد الإرهاب». وذكر جنتيلوني أنه سيتحدث هاتفياً مع رئيسة الوزراء البريطانية لإبداء تضامن إيطاليا وتعازيها، مضيفاً أنه ليست هناك أي أنباء في الوقت الحالي عن مقتل أو إصابة إيطاليين في الهجوم. وأوضح أن في اجتماع «مجموعة السبع» «ستتاح لنا الفرصة لنكرر معاً أن الأعمال الجبانة التي تدمر حياة الشبان لن تنتصر على حريتنا». ودانت السعودية الهجوم الانتحاري، وعبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية عن «إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للانفجار الذي وقع في مدينة مانشستر في المملكة المتحدة وأسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى»، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء السعودية» (واس). ودانت مصر الهجوم، وأكدت وزارة الخارجية في بيان أن القاهرة تدين «بأشد وأقوى العبارات الحادث الإرهابي». ودان الأزهر أيضاً الهجوم ووصفه بأنه «تفجير إرهابي وعمل إجرامي خبيث». وقال في بيان إنه «يؤكد استنكاره لهذا العمل الإجرامي الخبيث الذي ترفضه كافة الأديان والقيم والأعراف الإنسانية». وشدد على أن «استباحة دماء الأبرياء وترويع الآمنين دليل على تجرد مرتكبي هذا الهجوم من الإنسانية». ودعا الأزهر إلى «تكاتف الجهود والمساعي الدولية لمحاصرة الإرهاب وتجفيف منابعه ووضع استراتيجية عالمية لمواجهته بعدما بات خطراً يهدد العالم أجمع». ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم أيضاً.