دخل فرع جمعية الثقافة والفنون في منطقة الباحة مساء الإثنين الماضي، حقبة نوعية جديدة من خلال رهانه على تفعيل مهامّه الثقافية، والخروج من نمط أسر برامجه في الموروث والفولكلور والتشكيل، مبدياً من خلال مجلس إدارته استعداده لتبني فكرة دمج وتآخي الثقافة مع الفنون كونهما شخصية الإنسان وذاكرة المجتمع، طابعاً أولى خطواته في لقاء ثقافي قارب العفوي وجمع بين الشعبي والنخبوي، لترتسم على محيّا الفاعلين ملامح الفرح بولادة النجاح. وأسهم أعضاء «مقهى عكاظ الثقافي» في محافظة الطائف في تأسيس أرضية صلبة لانطلاق مقهى أصدقائهم الثقافي في فرع جمعية الثقافة والفنون في منطقة الباحة، راسمين لهم الخطوط العريضة لفكرة وآلية المقهى من خلال تجربتهم في مقهى عكاظ منذ أربعة أعوام، مؤصلين مفهوم التناغم والتكامل بين التجارب والفنون عبر أوراق عمل طرح أولها الناقد الدكتور عالي القرشي وربط فيها بين تجربة منتدى عكاظ، وتنامي فكرة العمل الثقافي الجماهيري ليصل للمجتمع في صورة المقهى المخفف من ثقل النخبوية، منبهاً على حتمية ترسيخ الخطى بكل ما هو مبهج ولافت من البرامج والأفكار الخلاقة والخروج من النمطية المنفرة والتقليدية الهشة، وتجسير الفجوات والمساحات بين الملتقين على مسرح الهم المعرفي والعطاء الإبداعي، ليستعيد المسرحي فهد ردة ذاكرة المقهى وارتباطه بتجربة المقهى التونسي تحديداً. ولفت مسؤولو «مقهى عكاظ» إلى أهمية التجربة الفردية في ظل وضوح الرؤية وتحقيق الهدف وتكامل الجهود وتضحية ومرونة القائمين على الفكرة، مؤكدين أن المعوقات مهما بلغ حجمها تتضاءل وتندثر تحت وهج العمل، مشيرين إلى أنهم استعانوا ببيع الكتب لتوفير موازنة للمقهى في عامه الأول. واستعرض المسرحي سامي الزهراني برامج مقهى عكاظ في الفترة من 2008 - 2011، مستعيناً بالتقنية المرئية الموثقة فعاليات ثلاثة أعوام مليئة بعديد من الرؤى والمشاريع الفنية والتراثية والفولكلورية بالصوت والصورة. من جانبه، أبدى مدير فرع جمعية الطائف فيصل الخديدي سعادته بما حققه أعضاء وأصدقاء «مقهى عكاظ» على رغم شحِّ الموارد المالية، واعتمادهم في أول عام على نظام «القطّة» بإسهام الأعضاء، داعياً وزارة الثقافة إلى الالتفات للأفكار الجديدة وتمويلها. فيما تبنى مدير جمعية الطائف السابق عبدالعزيز عسيري آلية إذكاء البسمة على وجوه الحضور من خلال إقراره باضطرارهم تبني سياسة التقشف وشدّ الأحزمة عند افتتاح مقهى عكاظ لافتقادهم أي دعم مالي، مستعيداً رفعهم شعار «الشاي عندنا والعشاء في النادي الأدبي» كون موازنة النادي مؤهلة لتقديم الوجبات الدسمة، مؤكداً أهمية الشجاعة والجرأة كون الخوف عائقاً للإبداع، داعياً إلى منح التجارب الجديدة فرصة الحضور والمشاركة من خلال نافذة التعايش مع كل الأطياف. من جانبه، دعا المسرحي مساعد الزهراني إلى التنوع في الفعاليات وتفعيل طاقات الشباب، وإن في حدود المتاح والممكن، متوافقاً في تعليقه مع رؤية القاص محمد النجيمي والناقد الدكتور عاطف بهجات في تأكيدهما على ضرورة التجديد وتبني المختلف والمغاير وفتح مساحة للحوار والتواصل حسياً وتقنياً وواقعياً وافتراضياً، ليفتح الحوار مع أعضاء مقهى عكاظ بمشاركة الدكتور جمعان عبدالكريم وعلي صبحية وغرم الله الصقاعي وسعد الحارثي، ليختتم المساء بكلمة مدير فرع جمعية الباحة علي البيضاني ليشارك الجميع في رقصة فولكلورية في صحبة فرقة الموروث الشعبي في الباحة.