أيام قليلة أو ساعات بمعنى أدق وتدق ساعة العمل في الدوحة إيذاناً بانطلاق كأس الأمم الآسيوية والتي توقع رئيسها محمد بن همام أن تكون من أفضل وأروع الدورات في التاريخ وأنا أشاركه التوقع، فقطر تريد أن تبهر العالم كل يوم مثلما حدث في بطولة الألعاب الآسيوية وبطولات التنس المختلفة لدرجة أذهلونا عندما شاهدنا نادال وفيدرر وهم يلعبان مباراة تنس في مياه الخليج في لقطة لها معنى ودلالات. من هنا أتوقع أن يكون التنظيم على أروع وأجمل ما يكون وليس في ذلك نقاش، بل انني لن أكون مبالغاً لو قلت ان من حسن الحظ أن هذه البطولة تقام في شهر كانون الثاني (يناير) لتكون بروفة مبكرة ب11 عاماً عن كأس العام 2022، والذي يطالب الكثير بإقامته في يناير من العام نفسه لذلك أتوقع أن يكون القرار بعد هذه البطولة بحضور السيد بلاتر هو الموافقة على تغيير موعد البطولة هذا عن جانب التنظيم. فماذا عن الجانب الفني من دون الدخول في المجموعات وفرص كل دولة في التصدر أو الخروج، أرى أن البطولة هذه المرة ستكون صعبة بل عسيرة على كل الفرق العربية وأسبابي واضحة، أهمها هذا الارتفاع المذهل في مستوى كوريا الشمالية وكنت أظن أن تأهلها لكأس العالم جاء بضربة حظ، ولكن من خلال متابعتي لبطولات الناشئين والشباب اكتشفت أنهم يعملون بنظام رائع فيحصدون من خلالها البطولات حتى على مستوى السيدات، الأمر نفسه ينطبق على اليابان وكوريا الجنوبية فلديهم القدرة الكاملة للفوز بالبطولة والصعود لمنصة التتويج أو على الأقل التأهل للمباراة النهائية ولا يمكننا أن نتجاهل قوة الفريق الاسترالي العنيد، والمليء بالتحدي خصوصاً بعد خروج استراليا صفر اليدين من منافسة تنظيم كأس العالم فلم يعد أمامهم من فرصة لرد الاعتبار إلا الفوز بكأس آسيا، ومع شديد احترامي للصين وغيرها من بقية الدول غير العربية إلا أنني لا أرى أي أمل لديهم في التنافس للحصول حتى للمربع الذهبي وإن كانت المفاجآت واردة في كرة القدم دائماً. نأتي إلى الفرق العربية والتي أرى أن معظمها لن يستطيع الدخول في المنافسة، فالعراق لم يعد هو البطل الذي يخشاه الجميع ولديه كل العذر، فما يعانيه هذا البلد الشقيق من اضطرابات وأزمات وعدم إقامة مباريات في ملعبه ووسط جماهيره حتى الآن يضعف كثيراً من فرصه في المنافسة، وإن كان يضم كثيراً من اللاعبين الموهوبين ويقودهم مدرب رائع هو سيدكا الألماني، ولكن ضيق الوقت قد لا يسمح لهم بتكرار الإنجاز السابق، على رغم أنني أتمنى أن يصل العراق إلى آخر نقطة في هذه البطولة على الأقل لإدخال البهجة والسعادة في نفوس العراق والكويت. وعلى رغم فوزه بكأس الخليج وإعادة البناء من جديد إلا أنني دائماً أخشى عليه في هذه البطولات ولا أعلم السبب حتى الآن في ابتعاده عن منصات التتويج، على رغم أنه يمتلك كل الحظوظ، الأمر نفسه ينطبق عن صاحب الأرض قطر والإمارات والبحرين وسورية والأردن، يتبقى لنا المنتخب السعودي والذي لا أعلم حتى الآن على ماذا ينوى بيسيرو بعد ابتعاده لفترة ليست بالقصيرة عن حصد البطولات فهل يفعلها الأخضر ويعود من جديد، فهل هو قادر على الفوز وإعادة البسمة للجماهير السعودية أم أنها ستكون النهاية لبيسيرو وفريقه والتي أتمنى أن يعود. [email protected]