طهران، فيينا، باريس، بكين – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - دعت إيران مندوبين من روسيا والصين والاتحاد الأوروبي، لزيارة منشآتها النووية، في ما اعتبرتها بادرة «حسن نية» قبل جولة المفاوضات المقبلة مع الدول الست المعنية بملفها النووي، والمقررة في إسطنبول أواخر الشهر الجاري. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست: «سفراء دول من الاتحاد الأوروبي وممثلون عن دول عدم الانحياز وعن مجموعة الدول الست، دعوا لزيارة المواقع النووية». وأضاف أن «هذه الزيارة ستُنظم قبل اجتماع إسطنبول» المقرر عقده نهاية الشهر الجاري بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، موضحاً: «يُحتمل أن يزوروا إيران ومنشآتنا النووية، في 15 و16 كانون الثاني (يناير)». وأشار إلى أن «لائحة الدول المدعوة ستُنشر في وقت لاحق»، معتبراً أن هذه الزيارة «تشكّل مؤشراً جديداً على حسن نية بلادنا في ما يتعلق بالتعاون (مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية) والنشاطات النووية السلمية» لطهران. وكرر مهمان برست أن موعد لقاء إسطنبول لم يحدد بعد، لافتاً إلى انه سيُعقد «مطلع شهر بهمان الإيراني» الذي يبدأ في 21 الشهر الجاري. وكانت إيران والدول الست اجتمعت في جنيف في 6 و7 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. في فيينا، قال المندوب الإيراني لدى الوكالة الذرية علي أصغر أن «هذه الزيارة ستتم في 15 و16 كانون الثاني»، موضحاً أن «السفراء لدى الوكالة مدعوون لزيارة منشأة تخصيب اليورانيوم في ناتانز ومنشأة آراك التي تعمل بالمياه الثقيلة». وأشار إلى أن الدعوة «تتماشى مع سياستنا النووية الشفافة»، لافتاً إلى تنظيم اجتماعات للسفراء المدعوين، مع مسؤولين إيرانيين بارزين. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن رسالة الدعوة سلّمها سلطانية في 27 كانون الأول الماضي، وهي من 4 فقرات ولا تعرض تفاصيل، سوى الدعوة إلى زيارة كلّ نفقاتها مؤمنة، ل « المنشآت النووية الإيرانية». ونقلت الوكالة عن ديبلوماسي قوله إن الدعوة وُجّهت إلى روسيا والصين ومصر ومجموعة عدم الانحياز في مجلس محافظي الوكالة الذرية وكوبا ودول الجامعة العربية في الوكالة، إضافة إلى هنغاريا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. وأكد ناطق باسم الخارجية الصينية تلقي بكين «الدعوة من إيران، وستواصل اتصالاتها مع طهران في هذا الشأن». وقال: «تأمل الصين بأن يحافظ كلّ الأطراف على قوة الدفع التي أفرزها حوار جنيف، وأن يعدّوا بإخلاص لحوار إسطنبول». وطالب الأطراف باتخاذ «موقف مرن عملي» لحسم الملف النووي الإيراني. وأعلنت الخارجية الهنغارية تسلّمها الدعوة الإيرانية، مشيرة إلى أنها تتشاور في هذا الشأن مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون والدول الأعضاء في الاتحاد. في المقابل، أعلنت ناطقة باسم الخارجية الفرنسية أن باريس لم تتلقَ دعوة مماثلة، مذكّرة بأن «التفتيش في إيران من صلاحيات الوكالة الذرية»، كما جددت دعوتها طهران إلى «تعزيز تعاونها مع الوكالة والردّ على الأسئلة التي تطرحها في تقاريرها، لتبديد شكوك المجتمع الدولي حول أغراض البرنامج النووي الإيراني». وأكدت ألمانيا أنها لم تتلقَ أي دعوة. ومطلع عام 2007، سمحت إيران لستة من مبعوثي مجموعة عدم الانحياز بتفقد كاميرات مراقبة وضعتها الأممالمتحدة، خلال جولة في منشأة نووية قرب مدينة أصفهان. ويزور مفتشو الوكالة الذرية المنشآت النووية الإيرانية في شكل منتظم، بما في ذلك ناتانز. لكن الوكالة أعربت عن خيبة أمل متزايدة مما تعتبره عدم تعاون إيران مع مفتشيها. واعتبر علي أنصاري، وهو خبير في شؤون إيران في جامعة سانت أندروز في اسكتلندا، الدعوة الإيرانية «ابتعاداً عن خطاب المواجهة». وقال: «اعتقد إنها توحي في شكل لا لبس فيه بأن (وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي أكبر) صالحي يحاول ترك بصمته وتحسين العلاقات العامة، لكنني غير واثق من أنها ستؤتي بأكثر من ذلك. في نهاية الأمر، ستكون زيارة موجَّهَة». أما مارك فيتسباتريك من «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية»، فاعتبر الدعوة «حيلة دعائية» تستهدف تعميق الانقسامات بين الدول الأعضاء في الوكالة الذرية، في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وقال: «لم يتدرّب السفراء على أن يكونوا مفتشين. إذا كانت إيران جادة في شأن الانفتاح، ثمة سبل أخرى كثيرة يمكن من خلالها إظهار الجدية». في غضون ذلك، نفت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن تكون إيران أسقطت طائرات استطلاع أميركية من دون طيار في الخليج، كما أعلن «الحرس الثوري» الأحد الماضي. وقال ناطق باسم الوزارة: «لا تقارير حديثة تؤكد ما ذكره الحرس الثوري». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول عسكري أميركي إقراره ب «سقوط طائرات من دون طيار في الخليج، لكن ليس لدي أي مؤشر إلى (حالة) إسقاط طائرة من دون طيار بنيران معادية في الخليج».