واشنطن - أ ف ب - قالت الصحافية الأميركية من أصل إيراني روكسانا صابري أمس، انها تعرضت «لضغوط جسدية ونفسية شديدة» خلال احتجازها في طهران، مشيرة الى انها أقرت بتهمة التجسس كي تُعلم أسرتها باعتقالها. وكانت صابري اعتقلت في 31 كانون الثاني (يناير) الماضي، وأفرج عنها من سجن ايفين في طهران في 11 الشهر الجاري، بعدما خفضت محكمة استئناف الحكم الصادر بحقها بالسجن ثماني سنوات، لإدانتها بالتجسس لمصلحة الولاياتالمتحدة، الى السجن سنتين مع وقف التنفيذ. ووصلت صابري الجمعة الماضي الى الولاياتالمتحدة، بعدما أمضت أسبوعاً في النمسا مع والديها وشقيقها. وقالت صابري للإذاعة الأميركية العامة: «كنت أخضع لضغط جسدي ونفسي شديد، لكنني لم أتعرض لتعذيب جسدي. حتى اليوم لا أعرف لماذا أوقفوني. السبب ليس شرائي مشروبات كحولية ولا كتابة تحقيق من دون اعتماد». وروت الصحافية في أول مقابلة تجرى معها منذ اطلاقها مطلع الشهر الجاري، كيف اعتقلها «أربعة رجال من وزارة الاستخبارات»، صادروا أجهزة الكومبيوتر العائدة لها ووثائق تخصها، قبل اقتيادها الى السجن. وقالت صابري التي لم يُسمح لها بالاتصال بوالدها إلا بعد 11 يوماً من توقيفها: «عندما أدركت أن أحداً لا يعرف أين أنا، شعرت بالخوف. خضعت للاستجواب في الأيام الأولى من الصباح حتى المساء وعيني معصوبتين ووجهي الى الحائط». وأوضحت انها تعرضت للتهديد «بتمضية ما بين عشرة الى عشرين سنة في السجن أو أكثر، أو حتى بتصفيتها». وزادت: «ثم أودعت السجن الانفرادي أياماً». وأشارت صابري الى انها اقتيدت الى سجن ايفين لأنها رفضت «الإدلاء بإعلان مزور» تُقرّ فيه بالتجسس. وأوضحت: «قلت لنفسي انه إذا حصل لي أمر ما، فإن عائلتي لا تعرف أين أنا وربما لن يعرفوا أبداً، لذلك أدليت بهذه الإفادة وقلت: نعم، أنا جاسوسة أميركية». وبعد أسابيع من السجن الانفرادي، قالت انها وُضعت في زنزانة مع «سجينات سياسيات أخريات»، اعتبرت انهن «أكثر النساء اللواتي التقيتهن تحبباً». وصابري (32 سنة) ولدت ونشأت في الولاياتالمتحدة، وتحمل الجنسيتين الأميركية والإيرانية. وكانت تراسل من طهران منذ العام 2003، وسائل إعلامية عدة، حتى سحب بطاقتها الصحافية عام 2006. ورداً على سؤال حول احتمال عودتها الى إيران، أجابت انها «تعلمت كيف تحب هذا البلد» بعدما قضت فيه ست سنوات. وقالت: «تحلى معظم الناس بالضيافة واللطف والنبل حيالي. آمل في العودة الى هذا البلد يوماً». وكانت الصحافية الكندية من أصل إيراني زهرة كاظمي (54 سنة) أوقفت في حزيران (يونيو) 2003 فيما كانت تلتقط صوراً أمام سجن ايفين حيث يقبع عدد كبير من السجناء السياسيين، وتعرضت للضرب المبرح خلال اعتقالها وتوفيت في العاشر من تموز (يوليو) 2003.