أعلنت الحكومة السورية مدينة حمص «خالية من السلاح والمسلحين» بعد مغادرة الحافلات الأخيرة التي تقل عناصر المعارضة وأسرهم «حي الوعر» أمس، ليكتمل بذلك اتفاق يعيد السيطرة على المدينة بأكملها إلى القوات النظامية للمرة الأولى منذ بداية الحرب. وضرب هجوم انتحاري مزدوج مقرّاً عسكريّاً تابعاً ل «حركة أحرار الشام» المعارضة في منطقة تل الطوكان شرق سراقب في محافظة إدلب، ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات، بعدما بدأت المنطقة تشهد تصعيداً عسكرياً بين الفصائل. وأفادت «أحرار الشام» في بيان بأن انتحاريّاً قاد دراجته إلى باب المقر العسكري ل «لواء أسود الإسلام» التابع ل «أحرار الشام»، ودخل قاعة اجتماعات، حيث فجر الدراجة ونفسه في المجتمعين داخل المقر، ما أدى إلى مقتل 18 عنصراً وجرح 12 آخرين. وكان قائد لواء «أسود الإسلام» الملقب ب «أبي مرهف» تعرض لمحاولة اغتيال قبل يومين من طريق عبوة ناسفة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم على رغم أن البيان اتهم تنظيم «داعش». وقالت «أحرار الشام» في بيانها «قام أحد أتباع التنظيم المجرم (داعش) بقيادة دراجة نارية ملغمة باتجاه مقر لحركة أحرار الشام في قطاع البادية... وفجر نفسه بشكل متزامن مع تفجير الدراجة النارية ليوقع عشرات الضحايا بين قتيل وجريح». وإدلب هي معقل لعناصر المعارضة لكن اشتباكات اندلعت بين بعض الجماعات المسلحة هذا العام، من بينها اشتباكات بين جماعات موالية ل «أحرار الشام» وجماعات انضمت إلى تحالف «هيئة تحرير الشام» المرتبط بتنظيم «القاعدة». واستغلت القوات النظامية الاقتتال بين جماعات المعارضة في مناطق عدة لاستعادة السيطرة على أراض من المعارضة خلال الصراع المستمر منذ ست سنوات. وغادر المئات من عناصر المعارضة وأسرهم حي الوعر في حمص أمس. وقال أحدهم إن «مقاتلين كثراً جاؤوا إلى المنطقة من مناطق أخرى في حمص من بينها المدينة القديمة بعدما استعادت القوات الحكومية تلك المناطق في وقت سابق». وأضاف: «لا أريد البقاء هنا، سأذهب إلى إدلب ومنها إلى تركيا ثم إلى أوروبا بعد ذلك». وتوجهت غالبية المبعدين إلى محافظة إدلب أو إلى جرابلس الواقعة بمحاذاة الحدود الشمالية لسورية قرب تركيا. وفي باريس، علمت «الحياة» من مصدر سياسي فرنسي مقرب من الرئيس إيمانويل ماكرون أنه يفكر في سياق ديبلوماسيته الجديدة في الشرق الأوسط بإعادة فتح السفارة الفرنسية في دمشق، وإرسال سفير في وقت قريب، وذلك في إطار قناعته بأن إغلاق السفارة كان خطأ. وحاولت «الحياة» التأكد من هذه المعلومات من أوساط الخارجية أو الرئاسة، لكن الطرفين رفضا التعليق على الخبر بتأكيده أو نفيه. يُذكر أن اليمين الفرنسي المقرب من تيار رئيس الحكومة السابق فرانسوا فيون كان يدعو إلى إعادة فتح السفارة في دمشق. كما أن وزير الخارجية السابق هوبير فيدرين وبعض الديبلوماسيين المرموقين يعتبرون أن خطوة إغلاق السفارة الفرنسية كانت خطأ، وأن إبقاءها مغلقة أمر غير مفيد، مشددين على أن هذا لا يعني أن فرنسا تؤيد النظام.