أكد رئيس «بوينغ» في السعودية المهندس أحمد بن عبدالقادر جزار أهمية الزيارة التاريخية التي سيقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة، وما سيتبعها من قمم عربية وإسلامية - أميركية، تنعكس إيجابياً على الدولتين في العديد من المجالات مثل العلاقات الاقتصادية، كما أنها تبرز أهمية وثقل الدور السعودي في المنطقة العربية، والدور الكبير الذي تقوم به في مكافحة الإرهاب. وفي تصريح خاص بالمناسبة قال المهندس جزار: «إن أهمية زيارة ترامب واضحة من اختياره المملكة أول دولة يزورها منذ توليه رئاسة الولاياتالمتحدة وعقد قمة إسلامية عربية - أمريكية في الرياض». وقال جزار إن هذا الاختيار سينعكس في رؤية جديدة تعزز العلاقة التاريخية بين الدولتين، وبصورة أكبر في بعدها السياسي والاقتصادي. وأوضح أنه في هذا الإطار من تمتين العلاقات الثنائية والإقليمية ستتعزز أدوار «بوينغ السعودية»، وإسهامات الشركة في التنمية والابتكار والاستثمار في القدرات المحلية، وكل ذلك من شأنه أن يصب في تحقيق رؤية المملكة 2030. وأضاف: «برزت المملكة العربية السعودية كقوة اقتصادية وسياسية تحظى بتأثير كبير على المستوى الإقليمي، وهي تواصل اليوم مسيرتها نحو التقدم والنمو بفضل رؤيتها واستراتيجياتها التي تجمع بين استخدام الموارد الطبيعية والتنويع الاقتصادي. إن المملكة اليوم تتبوأ مكانة بارزة في قطاع الطيران والدفاع بمنطقة الشرق الأوسط، فقد قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال على مدى أكثر من سبعة عقود». وأشار جزار إلى أن «بوينغ» حريصة للإسهام في دعم رؤية 2030، وخطط التحول في قطاع الطيران والدفاع والاقتصاد في السعودية والإسهام في خلق فرص وظيفية للشباب السعودي، وتقديم الدعم اللازم في المجتمعات التي نعمل فيها اقتصادياً واجتماعياً. طائرة المؤسس ولافتاً إلى العلاقات التاريخية القائمة بين المملكة والولاياتالمتحدة، قال المهندس جزار كانت البداية عام 1945، عندما التقى الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت بجلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه - وأثناء هذا اللقاء التاريخي قدم الرئيس الأميركي طائرة من طراز DC-3 داكوتا لجلالة الملك عبدالعزيز. فكانت هذه الخطوة بداية العلاقة بين «بوينغ» والمملكة العربية السعودية وبداية نشأة قطاع الطيران المدني في المملكة. ومنذ ذلك الحين أكدت شركة بوينغ التزامها تجاه السوق السعودية، إذ أسست العديد من الشراكات الراسخة مع الجهات والمؤسسات المتخصصة في قطاع الطيران المدني والدفاعي، فضلاً عن تعاونها مع القطاعات المختلفة. مئوية «بوينغ» ويعود تأسيس شركة بوينغ في الولاياتالمتحدة إلى 15 تموز (يوليو) 1916، ومنذ بداياتها كشركة لبناء الطائرات المصنوعة من الخشب والأقمشة في مرفأ في مدينة سياتل، أصبحت إحدى أكبر الشركات في العالم في مجال صناعات الطيران وأنظمة الأمن والفضاء. واحتفلت الشركة في يوليو 2016 بمرور 100 عام على تأسيسها. وتمثل «بوينغ» اليوم عدداً من الشركات الكبرى التي اندمجت خلال العقد الماضي، ويعمل لدى الشركة التي تتخذ من ولاية شيكاغو مقراً لها، أكثر من 160 ألف موظف يتوزعون في الولاياتالمتحدة وفي أكثر من 65 دولة أخرى. تطور العلاقة ويشير المهندس جزار إلى أنه في عام 1982، أكدت «بوينغ» مجدداً على أهمية المملكة بالنسبة لها، عندما استطاعت شركة بوينغ أن تبرهن عن ذلك من خلال تأسيس شركة «بوينغ الشرق الأوسط المحدودة» في الرياض عام 1982، وهي خطوة أسهمت في ترسيخ حضورها في شتى أرجاء المملكة. وفي عام 2006، قامت بوينغ بتأسيس شركة بوينغ السعودية لتعكس النطاق الواسع لنشاطاتها في المملكة والتي تتمثل في دعم الأهداف الوطنية للمملكة العربية السعودية. وحصلت الشركة على ثلاثة تراخيص استثمارية في 2010 لتوسيع نطاق عملياتها وتنفيذ مشاريع وأعمال جديدة في المملكة. وفي عام 2013 تغير الاسم إلى شركة بوينغ السعودية لتعكس النطاق الواسع لنشاطات «بوينغ» من خلال دعم الأهداف الوطنية للمملكة. تعيين جزار رئيساً للشركة إلى ذلك من التطورات التي شهدتها علاقة شركة بوينغ بالمملكة تم تعيين المهندس أحمد عبدالقادر جزار رئيساً للشركة في السعودية في شهر يوليو من عام 2005، ليشرف على إدارة عمليات «بوينغ» في المملكة، بما في ذلك توطيد العلاقات مع الجهات الحكومية، والعمل على تطوير وتنفيذ استراتيجية «بوينغ» في المملكة، ومتابعة شراكات واستثماراتها الصناعية، ودعم برامج المسؤولية الاجتماعية. الطيران التجاري وأما علاقة «بوينغ» بالطائرات التجارية في المملكة فقد بدأت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، عند استخدام المملكة طائرات بوينغ DC-3 لنقل الركاب والحمولات بين جدةوالرياض والظهران. وبعد نجاح هذه المبادرة أصدر الملك عبدالعزيز أوامره بشراء طائرتين أخريين من طراز DC-3، لتدخل المملكة عالم الطيران المدني. وشكلت الطائرة DC-3 أساس الخطوط الجوية العربية السعودية في ذلك الحين. وفي عام 1961 دخلت المملكة مرحلة جديدة من تاريخ طيرانها المدني، حين استلمت الخطوط السعودية طائرة من طراز بوينغ 707، لتدخل بذلك عصر الطيران النفاث وتصبح أولى شركات الطيران في الشرق الأوسط التي تقوم بتشغيل طائرات نفاثة. الدفاع وفي الشق الدفاعي تربط «بوينغ» علاقة قوية بمختلف الأجهزة المحلية، فلقد أسهمت الشركة بفضل الله ثم بفضل رؤية الحكومة في جعل المملكة قوة دفاعية متفوقة عالمياً، وذلك من خلال تزويدها بالطائرات المقاتلة والطائرات العمودية وطائرات الإنذار المبكر، متمثلة بطائرات الإنذار المبكر «الأواكس» ، والمقاتلة «إف 15» بجميع فئاتها ومروحية «الأباتشي» والعديد من المنتجات العسكرية الأخرى. التوازن الاقتصادي وبطبيعة الحال، تتجاوز العلاقة بين «بوينغ» والمملكة ميادين توفير المنتجات والخدمات، إذ إن «بوينغ» ملتزمة تماماً بنقل المعرفة والتقنية وتوسعة القاعدة التقنية للمملكة في مجالات متنوعة وتأهيل الشباب السعودي وتدريبهم على تقنيات العصر، وكجزء من مبادراتها المختلفة في هذا المجال قامت «بوينغ» بالاشتراك مع شركائها المحليين، بتنفيذ وإنشاء بعض برامج شركات التوازن الاقتصادي مثل شركة السلام لصناعة الطيران، وشركة الإلكترونيات المتقدمة، وشركة المعدات المكملة للطائرات المحدودة، والشركة الدولية لهندسة النظم. دعم التعليم تؤكد «بوينغ» مواصلة التزامها الراسخ تجاه المملكة، إذ تلتزم بتعزيز مهارات ريادة الأعمال والقيادة لدى الشباب السعودي من خلال عقد الشراكات مع المؤسسات التعليمية الرائدة في المملكة. وتسعى الشركة جاهدةً لتوفير المزيج الصحيح من المنتجات والخدمات والمعرفة التقنية لدعم المملكة في تحقيق طموحاتها. وفي هذا الإطار شاركت «بوينغ» في عام 2001 في تأسيس جامعة الفيصل، وفي عام 2009 أصبحت عضواً في برنامج جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للتعاون الصناعي، الذي يهدف إلى تسهيل التعاون الصناعي على المستويين المحلي والدولي. وضمن هذه الشراكة تقوم بعقد شراكات مع أكاديميين وطلاب جامعات لدعم مبادرات البحوث والتطوير. شراكات استراتيجية وطرحت الشركة مبادرة باسم برنامج زمالة «بوينغ» للمملكة العربية السعودية، ورعت عدداً من دارسي الماجستير في مجال إدارة الأعمال وتنمية مهاراتهم القيادية تحت برنامج القيادات الناشئة السعودي. وفي عام 2014، دشنت مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، مكتباً خاصاً للأبحاث والتكنولوجيا بهدف تطوير تقنيات الطيران والفضاء ودعم مساعي المملكة الرامية إلى بناء برامج وخبرات قائمة على المعرفة، وفي عام 2016 تم تجديد هذه الشراكة الاستراتيجية. وأقامت الشركة مركز دعم اتخاذ القرار بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية يهدف إلى تحقيق أقصى قدر من الكفاءة لإجراء الدراسات، باستخدام القدرات الفائقة للتشبيه الرقمي والوسائل المتقدمة للمحاكاة لفهم وتصور أسرع وأدق من خلال توفير بيئة نموذجية ومحاكاة للواقع الحقيقي. تحفيز الابتكار في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2014، قامت «بوينغ» بدعوة عدد من طلاب الجامعات السعودية للانضمام للقمة التي أقامتها في أبوظبي بعنوان قمة الابتكار. وركز موضوع القمة على التحديات العالمية التي تواجه جيل الابتكار، بالإضافة إلى مناقشة الحلول التي تساعد على تحويل التحديات إلى نجاحات مستقبلية. كما أن الشركة تسهم بصورة فاعلة في دعم خطط المملكة في إعداد جيل الشباب من المبتكرين من خلال عدد من المبادرات والمحاضرات التي تنظمها في الجامعات والمراكز العلمية. سوق العمل... والمسؤولية الاجتماعية لشركة بوينغ إسهاماتها في دعم خطط الدولة في إعداد الشباب السعودي لسوق العمل، ففي 2014 قامت الشركة بتوظيف عدد من الطلاب لبرنامجها الخاص بتوظيف الخريجين السعوديين الذي يوفر فرصة تطوير مهاراتهم في مجالات مهنية مختلفة، تشمل التصنيع، والهندسة، وخدمات الدعم المساندة، والتدرب في وحدة أعمال بوينغ للطائرات العسكرية، من خلال العمل لمدة عام في مقرات الشركة بالولاياتالمتحدة الأميركية. وفي آب (أغسطس) 2015، وقعت «بوينغ» وشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران وشركة السلام للطائرات اتفاق شراكة لتأسيس وإنشاء الشركة السعودية لمساندة الطائرات العمودية بالمملكة في الرياضوجدة، وتوفر هذه الشراكة فرص عمل مستديمة للشباب السعودي، وتسهم في تنمية المهارات التقنية والفنية ودعم الكفاءات الوطنية في مجال صناعة الطيران العمودي. وفي شباط (فبراير) 2016، قامت الشركة برعاية عدد من التنفيذيين من جامعة الفيصل في برنامج القيادة والإدارة بمركز بوينغ لإعداد القادة في مدينة ساينت لويس. وفي أغسطس 2016، أقامت «بوينغ» بالشراكة مع «أرامكو السعودية» ورشة عمل تهدف إلى دعم قطاع الطيران في المملكة، وفي كانون الأول (ديسمبر) 2016، رعت المؤتمر والمعرض التقني الثامن الذي أقامته المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني. إلى جانب حضورها في ميادين الاقتصاد والتصنيع والمعرفة فإن شركة بوينغ أبدت اهتماماً كبيراً للمشاركة المجتمعية إدراكاً منها لأهمية المسؤولية الاجتماعية ودورها التنموي، وتطلق الشركة سلسلة من المبادرات وبرامج التطوير والتثقيف المستمر من خلال توفير وتنفيذ برامج متعددة تهدف إلى المشاركة في ازدهار المملكة، وتقدم الدعم للمنظمات الخيرية.