علمت «الحياة» من مصادر في مستشفى الصحة النفسية في محافظة الطائف أن المستشفى تبنى أخيراً، فكرة استئجار مزرعة طبية بمواصفات أمنية لدعم برامجها العلاجية لبعض نزيلات المستشفى وفق نصائح الأطباء لمن استقرت حالهن. وتأتي الفكرة لتنظيم رحلات خارجية للمريضات وفق اجتهاد بعض الموظفات اللائي تبرعن بدفع أموال من حسابهن الخاص لاستئجار المزرعة لآثارها الإيجابية على صحة المريضات ووضعهن النفسي. وفيما كشفت اعتراض اللجنة الدينية في المستشفى على البرامج الترفيهية التي تتم داخل المستشفى وخارجه من باب سد الذرائع وخشية الوقوع في المخالفات الشرعية، مطالبة بالاكتفاء بما يقدم للمعنيات بالحديقة من أدوية وتقويم سلوكي ونفسي من جانب المتخصصات في اللجنة، أوضحت المصادر أن اللجنة الترفيهية سجلت عدم قناعتها بحجج الأولى أمام إدارة المستشفى، ومحاولتها منع تنظيم الحفلات الداخلية والخارجية التي أثبتت فعاليتها في استقرار حال المريضات، وعدم الاكتفاء بالأدوية النفسية التي تضايقهن جراء استمرار تعاطيها لسنوات طويلة. وأكدت نائبة رئيسة التمريض في المستشفى مصلحة الثمالي ل«الحياة» وجود آراء متشددة للتضييق على المرضى سواء من بعض موظفي المستشفى أو من خارجه بشأن تنظيم البرامج الترفيهية التي تعتمد على العرض المسرحي داخل الصالات النسائية المغلقة. وأشارت إلى أن إدارة المستشفى لا تعارض تنظيم الحفلات الترفيهية للمريضات وفق الأنظمة المعمول بها، خصوصاً أنها تأتي عبر اجتهادات شخصية من جانب بعض الموظفات والممرضات ورئيسات الأقسام لعدم وجود بند رسمي يتم الصرف عليه لهذا الغرض. وقالت الثمالي: «أستغرب وجود أشخاص يحاربون المجتهدات في مكان يجب أن تكون أجواؤه عائلية بالنسبة للمريضات حتى لا يشعرن بنبذ المجتمع لهن، بعد أن هجرهن أزواجهن وأبناؤهن وذووهن في المستشفيات النفسية لفترات طويلة»، لا فتة إلى أن الغرض من العروض الغنائية أو الترفيهية هو كسر الروتين وإدخال البهجة في نفوس اللائي بحاجة إلى إخراجهن من العزلة ومساعدتهن في الشفاء السريع عبر الهوايات المحببة. وشددت على عدم تعرض الطاقم الإداري والتمريضي في المستشفى للتحقيق أو المساءلة بحسب ما أشيع سابقاً بسبب تنظيم الرحلات الخارجية والحفلات الداخلية للمريضات، كونها تأتي بموافقة الجهات المعنية، نافية في الوقت ذاته إرغام الموظفات على دفع مبالغ لهذا الغرض. وأضافت: «إن إدارة المستشفى لم تجبر أحداً على دفع أموال لإحياء حفلات سهر ورقص وغناء وموسيقى صاخبة كما أشيع في بعض الصحف والمنتديات الإلكترونية، إذ إن البرامج الترفيهية الغنائية لا تتجاوز استخدام الدفوف فقط، وهي عروض من اجتهاد بعض الموظفات اللائي يدفعن من حسابهن الخاص من أجل إدخال الفرح في نفوس المرضى»، منوهة بعدم وجود بند رسمي يمكن الصرف منه لترفيه المريضات، إذ إن الواقع الحالي يأتي عبر اجتهاد ومبادرات بعض رؤساء الأقسام على حسابهم الخاص، داعية المسؤولين في وزارة الصحة إلى التفكير جدياً في وضع موازنة لهذا العمل لنتائجه الإيجابية على صحة المرضى. وألمحت الثمالي إلى وجود موظفات داخل المستشفى يحاولن افتعال المشكلات بغرض إحباط برامج الترفيه عن النزيلات لأسباب غير معلومة، إضافة إلى تأجيج الرأي العام على اجتهادات الممرضات في تنظيم الحفلات الخارجية لدواعي المخالفات الشرعية التي لا أساس لها من الصحة، كاشفة وجود ناد مسرحي صغير داخل المستشفى، يمنح رؤساء الأقسام فرصة تنظيم البرنامج الترفيهي بشكل أسبوعي لبعض النزيلات اللائي يوافق الأطباء على مشاركتهن بعد استقرار حالهن، إذ يبلغ متوسط الحضور نحو 50 نزيلة أسبوعياً، مشيرة إلى منع إدخال أجهزة الجوال إلى صالة العروض الترفيهية للحفاظ على خصوصية المريضات وكرامتهن. وفيما أكدت احتواء المستشفى قصصاً مؤلمة وإنسانية في غرف المريضات، إذ من بينهن من تعيش في المستشفى منذ 30 عاماً من دون رعاية من ذويهن، ما يعني التأثير سلباً على حياتهن النفسية والصحية بسبب هجر الأصدقاء وبعد الأهل وتنكر ذوي القربى، أبانت الثمالي أن معدل زيارة ذوي المريضات للمستشفى لا يتجاوز الثلاث زيارات يومياً، ما يعني أن هذه الحالات تعد منسية بطرق غير إنسانية، ما يتسبب في انتكاسة نفسية لهن في غالبية الأحيان. ونبهت في حديثها إلى أن بعض المواطنين يتركون مرضاهم الذين يعانون من إعتلالات نفسية على بوابة المستشفى ثم يهربون من الموقع، من دون تقديم أي بيانات عن هوياتهم أو ظروف مرضهن لأسباب غير معلومة، وزادت: «إن بعض المواطنين يدونون معلومات خاطئة عن بياناتهم الشخصية أو الوظيفية من أجل تضليل إدارة المستشفى، فعندما نحاول أن نذهب إلى منزل إحدى المريضات نجد أن العنوان خطأ ورقم الهاتف غير صحيح ما يتسبب في نقص الكثير من المعلومات التي يحتاجها الاختصاصيون لشرح حال المريضات».