للمرة الاولى تشهد الانتخابات البرلمانية في العراق حضوراً نسائياً لافتاً استثمره بعض الكتل لاستقطاب اصوات الناخبين، بعدما كان التمثيل النسائي ضعيفاً، وبناء على كوتا حددها الدستور. وتفيد معلومات نتائج الانتخابات ان بعض المرشحات، مثل حنان الفتلاوي، عن «ائتلاف دولة القانون» نجحن في محافظة بابل، ومرشحتين ل»التحالف المدني الديموقراطي» فازتا في ذي قار إحداهما هيفاء الامين التي حصلت على نسبة تصويت عالية تؤهلها لدخول البرلمان من دون الحاجة الى كوتا. وقالت المرشحة عن التحالف المدني شروق العبايجي ل «الحياة»: «إذا تأكدت هذه النتائج تكون مؤشراً ايجابياً وتحولاً نوعياً جيداً في مستوى وعي الناخب العراقي». واضافت: «انها فرصة كي تظهر المراة نفسها في مجال السياسة بجهودها الخاصة». واشارت الى ان «الناخب العراقي بدأ في هذه الحالة التخلي عن النظرة الذكورية، واصبحت لديه قناعة ملموسة مفادها ان المراة يمكن ان تقدم وتخدم». واشارت الى ان «ذلك مرهون أيضاً بما ستقدمه المرأة خلال المرحلة المقبلة فإذا كانت هناك حالة احباط وتقييد لدورها يمكن ان يكون هناك تراجع لهذا التقدم». وعن تأثير التقاليد المجتمعية والاحزاب الدينية في هذا الدور قالت: «لا يوجد لدينا مناخ سياسي او اجتماعي يسهل لها الوصول الى موقع سياسي بسبب التقاليد والمفاهيم المجتمعية لكن لدينا نساء جديرات بالقيادة يمهدن الطريق لأخريات». المحلل السياسي احسان الشمري اعتبر ان «الادء السياسي المميز لبعض النساء ضاعف حظوظهن في الانتخاب للخروج من دائرة الكوتا». واضاف ل «الحياة»: «لا يوجد في دساتير العالم والنظم الديموقراطية شيء اسمه تعيين او كوتا». واشار الى ان «وصول نساء في هذه الدورة من خلال الانتخاب المباشر يعني ان هناك وعياً لدى الناخب لتقبل هذا الامر والتخلص من الثقافة الذكورية». الا انه اعتبر «وجود امرأة في منصب قيادي حساس ما زال في حاجة الى مزيد من الوقت لأن الثقافة الذكورية سائدة. ويمكن الاستفادة من تراكم الوعي ليتبلور مشروع تتصدره امرأة». وتحدث عن «تحول في مناهج الاحزاب الاسلامية التي اطلقت شخصيات نسائية بعيدة عن مفاهيمها العقائدية، ومختلفة ايضا معها حتى من ناحية المظهر».