أوقفت بلدية محافظة عنيزة بناء مسجد يقع على امتداد طريق المدينةالمنورة، بحجة تأثيره في مواقف السيارات والحركة المرورية، في حين يؤكّد المشرف على بناء المسجد والممول له، أن إجراءاته نظامية، بحسب رخص البلدية.وقال المشرف والممول لبناء المسجد خالد السلمان ل«الحياة»: «تم إيقاف العمل منذ سبعة أشهر، بعد أن قرّرت البلدية أخيراً أن إنشاء مواقف سيارات الطريق سيكون عرضياً، ما يتطلب ارتداد البناء مسافة مترين ونصف المتر إلى الخلف».وأضاف أنه أكمل إجراءات إصدار الرخصة قبل خمسة أعوام، وشرع في بنائه، لكن واجهته العقبة الأولى المتمثلة في طلب البلدية التأكد من خروج منارة المسجد عن حدود الأرض، بيد أنه اتضح لها أن موقعها سليم، لافتاً إلى أن البلدية طالبته بإرجاعها، وهو ما رفضه.وتابع: «استمررت في بناء المسجد، إلى أن وصلني خطاب من البلدية يطالبني بالرجوع مترين ونصف المتر، لرغبتها في عمل مواقف سيارات طريق المدينة بالعرض، بخلاف ما استخرجت عليه الرخصة سلفاً»، مشيراً إلى أن مشكلة الارتداد التي تطالب البلدية بها ستتسبب في ملاصقة دورات مياه المسجد لجدران المصلى، ما سيلغي النوافذ والتهوية فيها، وبالتالي ستنتقل الروائح إلى داخل المسجد. وذكر أنه لا يمكن نقل دورات المياه للجهة الغربية، بسبب ربط جار المسجد موافقته على بنائه، أن تكون في الجهة الشرقية، مؤكداً أنه رفض مقترحاً للبلدية رفعته لإدارة الأوقاف لبناء دورة المياه فوق خزان المياه، خوفاً من تسرب مياه الصرف الصحي إلى داخل الخزان، متسائلاً عن سبب متابعة البلدية للمسجد، بينما تم إنشاء محال تجارية لاحقاً، ولم تطالبها بمواقف.ولفت إلى أن المسجد تقدر كلفته بمليوني ريال، وهو يحتوي على مكان صلاة للرجال وآخر النساء، ودورات مياه، ومنارة يبلغ ارتفاعها 30 متراً، ومنزل للمؤذن والإمام، وساحات خارجية، إضافة إلى قيمة الأرض التي تقع على الطريق الرئيسي، مشيراً إلى أن الأرض خصصت وقفاً لمسجد، وعليه لا يجوز التصرف في أي جزء منها. وأكد أنه خاطب نائب أمير منطقة القصيم الدكتور فيصل بن مشعل، الذي أبدى اهتماماً بالغاً بالقضية.من جانبها، برّرت بلدية محافظة عنيزة وقف العمل في بناء المسجد بموقع دورات المياه القريب من رصيف الطريق، وهو ما يؤثر في مواقف السيارات، والحركة المرورية مستقبلاً في حال التعديل على الطريق من توسيع أو تحسين، إضافة إلى تعارض الفكرة مع رغبة الجار.وأوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية محافظة عنيزة محمد البشري ل«الحياة»، أن البلدية حريصة على إتمام بناء المسجد، إذ إن مهندسيها قدموا اقتراحاً فنياً، من خلال عمل رفع مساحي للمسجد بتصميم هندسي، موضحاً عليه دورة المياه في موقع مناسب داخل أرض المسجد في حل وسط لإرضاء جميع الأطراف، وتم رفع المخطط إلى إدارة الأوقاف للنظر في الموضوع.