البارحة كانت ليلة رأس السنة الميلادية، فكل عام وأنتم بخير، وصباح الحرف مشتاقة لكم جداً، فهي لم تلتقيكم منذ العام الماضي 2010، والدعوة بأن يلطف الله بالجميع، فالسنوات باتت تمر «وززا»، وهو أول مصطلحات العام الجديد المشتق من وصف أي شيء يمر سريعاً بأنه مر «وزز». التهنئة للأزواج الذين نجحوا في تمرير حجة الانتداب أو الدورة على الزوجات وقضوا رأس السنة مع الأصدقاء في الخارج، وهي مزدوجة للزوجات اللاتي نجحن في اصطياد الأزواج و«كفشن» الحجة القديمة، وأعلن العصيان المدني على قرار الزوج السفر منفرداً في هذه المناسبة «الصاخبة» غالباً. هذا «الرأس» كان داعماً للزوجات أكثر، فهو جاء في يوم جمعة وليلة سبت، وهي ليست من الليالي «المفترجة» على حد التعبير المصري، وليس بمعنى التعبير اللفظي للكلمة، وهذا من دوران الزمن، فرؤوس سابقة قد صادفت ليلة الخميس أو الجمعة وكانت ذهبية بامتياز للبعض، ولبعض الدول المجاورة القريبة التي يمكن أن «يزرق» لها الرجل بالحجة الأخرى المعروفة وهي قضاء إجازة الأسبوع في البر. من حسن حظ «المفركين» السنويين أن رأس السنة الميلادية يأتي شتاءً، حيث يمكن تبرير الخروج للتخييم في البر، وحيث أيضاً يمكن التملص من اصطحاب العائلة لأن الطقس بارد جداً في صقيع «يناير» المعروف، ومعظم الصغار «مفلوزين» او على وشك الوقوع في دائرة «الفلوزة». الرجل البليد أو الأناني لا يهتم بتفاصيل الإقناع والتفاوض، يخبر في نفس يوم السفر، ويقفل هاتفه بمجرد الوصول، تقابله المرأة التي تعتبرها مناسبة للارتياح من المسؤوليات، أو الذهاب لبيت أهلها. الرجل الديبلوماسي يجرب حيلاً جديدة، يخطط باكراً، ويخبر زوجته منذ أيلول (سبتمبر) أن لديهم مهمة عمل في شهر محرم الهجري، لإبعاد فكرة الاحتفال برأس السنة، وتقابله المرأة السياسية التي ترد عليه «خسارة كان ودنا نسافر معاً في رأس السنة»، وترجمة ردها هي «تراي كافشه الموضوع وبمشيه بمزاجي». الرجل المحظوظ هو من لديه مذكرة تفاهم زوجية على تناوب السفر، مرة يسافر مع الأصدقاء، ومرة مع العائلة، ومرة ثالثة بحسب التساهيل، ويكون سفره مريحاً هانئاً، وغالباً هو يسافر يحظى برأس السنة مرة كل عامين مع الأصدقاء، وبالطبع تقابله امرأة محظوظة. أما المحظوظ جداً فهو من كان رد زوجته عليه «روح حبيبي إنشاء الله تنبسط مع رفقاتك» على طريقة النكتة التي تقارن بين ثلاث زوجات من جنسيات عربية مختلفة، وتقابله امرأة غالباً ليست سعودية الجنسية. وبعيداً عن الهذر والممازحة أعلاه، وقريباً من ابتساماتكم، وآمالكم، وقلوبكم، وبالطبع من صحيفتكم «الحياة»، الأمنية دوماً بعام جديد سعيد. [email protected]