على رغم إقرار الوساطة العربية - الافريقية الدولية بوجود «صعوبات» على طريق السعي إلى «حل شامل» يُنهي أزمة دارفور تشارك فيه كل حركات التمرد، قال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد بن عبدالله آل محمود والوسيط الدولي للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي جبريل باسولي إن الوساطة مستمرة في دورها، وعلنا أنها قدّمت الخميس اقتراحات «توافقية» إلى الحكومة السودانية و «حركة التحرير والعدالة» حول قضايا خلافية عالقة، أبرزها قضية تحويل دارفور إلى إقليم واحد، وأنها تنتظر رد الطرفين في إطار سعي «منبر الدوحة» التفاوضي لإعداد وثيقة سلام نهائية. وجاء موقف الوساطة بعدما أعلن الرئيس عمر البشير سحب وفد حكومته التفاوضي مع المتمردين في الدوحة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام بحلول يوم الخميس الماضي. وأعلنت الوساطة، أمس، أنها سلّمت حكومة السودان وحركة متمردة أخرى هي «حركة العدل والمساواة» التي يوجد وفدها في الدوحة حالياً، ملاحظات كل طرف على مشروع اتفاق قدمته لوقف العدائيات (وقف اطلاق النار) في سبيل أن يقدم الطرفان اقتراحاتهما حتى تعد الوساطة نصاً تصالحياً يقرّب بينهما ويساعد في توقيع اتفاق لوقف النار بين حكومة الخرطوم و «حركة العدل والمساواة» قريباً. ووقعت «حركة التحرير والعدالة» اتفاقاً مماثلاً مع الحكومة السودانية. وفي خطوة لافتة عقب مغادرة وفد الحكومة السودانية الدوحة عادئاً إلى الخرطوم، أمس، جددت الوساطة المدعومة عربياً وافريقياً ودولياً تعهدها ب «استمرار العملية (التفاوضية في الدوحة) وتعزيز مشاوراتها مع الشركاء الإقليميين والدوليين». وأعلنت أن لجنة وزارية عربية افريقية معنية بملف دارفور ستجتمع في الدوحة، كما سيعقد مبعوثون دوليون يمثّلون الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي اجتماعاً في قطر في الأسبوع الأول من الشهر الحالي (كانونا الثاني/يناير)، كما سيعقد «مؤتمر جامع» في فترة لاحقة في شأن مباركة اتفاق سلام مرتقب. وسألت «الحياة» آل محمود وباسولي عن رأيهما في إعلان الرئيس عمر البشير في نيالا قبل أيام أن مفاوضات دارفور ستنتقل من الدوحة إلى داخل السودان في حال عدم توقيع اتفاق سلام بحلول يوم الخميس، فرأى باسولي أن من المستحيل أن تلتحق الحركات الدارفورية المسلحة بمبادرة سلام في داخل السودان، وأن هناك ضرورة للاستفادة من وجودها في الدوحة وأن العملية الداخلية للسلام يمكن اطلاقها بعد التوصل إلى اتفاق سلام شامل في الدوحة. وأكد باسولي أن الحكومة السودانية لم تغلق أبواب الدوحة وقال: «لا أعتقد أن المبادرة الداخلية يمكن أن تحل محل مبادرة الدوحة أو توقف مبادرة الدوحة». أما وزير الدولة القطري فقال إن الحكومة السودانية أكدت أن المبادرة الداخلية ليست بديلاً عن منبر الدوحة، وكشف أن مسؤولي الحكومة السودانية «أبلغونا قبل مغادرتهم الدوحة (أمس) أنهم بانتظار وثيقة السلام للعمل بها في المشاورات الداخلية». وكشف آل محمود وباسولي أن الزعيم المتمرد عبدالواحد نور موجود في أفريقيا حالياً لاجراء مشاورات، وأن فرنسا أبلغت الوساطة أنه سيعلن موقفاً في مؤتمر سيعقده قريباً في باريس في شأن انضمامه إلى العملية التفاوضية في الدوحة.