أبيدجان، لاغوس، باريس – أ ب، رويترز، أ ف ب - أقرّ القادة العسكريون ل «المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا» (إيكواس) خطة تهدف الى إطاحة لوران غباغبو الرئيس المنتهية ولايته في ساحل العاج، اذا فشلت المفاوضات لإقناعه بالتخلي عن السلطة لمصلحة الحسن وترة الذي يعتبره المجتمع الدولي فائزاً في انتخابات أجريت اواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وقال الناطق باسم الجيش النيجيري الكولونيل محمد يريماه ان القادة العسكريين للدول ال15 الاعضاء في «إيكواس» التقوا «لبدء الاعداد للعملية»، مشيراً الى ان الخطط ستُقدم الى قادة المجموعة في مالي منتصف الشهر الجاري. وأضاف: «اذا فشلت كلّ وسائل الاقناع السياسية، ستنتزع المجموعة بالقوة السلطة من لوران غباغبو، وتمنحها الى الحسن وترة». وأكد قدرة «إيكواس» على حشد قوات كافية للسيطرة على ساحل العاج، مشيراً في الوقت ذاته الى ان ذلك سيكون «الخيار الأخير. الخيار السياسي هو الأفضل». وفي وقت لاحق، امهل وترة غريمه غباغبو حتى منتصف ليل امس لترك الرئاسة، ووعده بانه «لن يواجه اي متاعب» اذا ما انسحب خلال هذه المهلة. وقال غيوم سورو الذي عينه وترة رئيسا للوزراء، في تصريح صحافي ادلى به من الفندق الذي يقيم فيه ان وفد المجموعة الاقتصادية لدول افريقيا الغربية الذي زار ابيدجان الثلثاء «طلب من غباغبو التخلي عن السلطة بشكل سلمي». واضاف: «لقد طلب الوفد من الرئيس الحسن وترة تقديم ضمانات بان لا يواجه غباغبو اي متاعب في حال تخلى عن السلطة»، وان وترة «اعطاه مهلة تنتهي اليوم» (الجمعة) مضيفا انه في حال «غادر غباغبو قبل منتصف الليل السلطة فان رئيس الجمهورية (وترة) سيفي بتعهداته. اما في حال لم يتخل عن السلطة في هذه المهلة فان رئيس الجمهورية سيكون مضطرا للنظر في اجراءات اخرى»، مكررا اقتناعه بان «القوة وحدها هي التي ستكفل» تخلي غباغبو عن السلطة. يأتي ذلك فيما يعود الى أبيدجان بعد غد الاثنين، رؤساء بنين بوني يايي وسيراليون ارنست كوروما والرأس الأخضر بيدرو بيريس، لمواصلة جهود بدأوها قبل أيام، لإقناع غباغبو بالتخلي عن السلطة التي يتولاها منذ العام 2000، او المخاطرة بمواجهة «القوة المشروعة». في هذا السياق، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بلاده ستؤيد تدخلاً عسكرياً في ساحل العاج، تنفذه الدول المجاورة برعاية الاممالمتحدة، اذا فشلت المفاوضات مع غباغبو. في غضون ذلك، أمهل وزير العمل والشباب شارل بليه غوديه، أحد اكثر القادة الموالين لغباغبو نفوذاً، وترة وأنصاره حتى اليوم السبت، ل «حزم حقائبهم» ومغادرة فندق يقيمون فيه، بحماية حوالى 800 عنصر من قوة الاممالمتحدة ومئات من أنصار وترة. وتعهد بليه غوديه بأن آلافاً من انصاره س «يحررون» فندق «غولف» الذي قطع أنصار غباغبو كلّ الطرق المؤدية اليه. لكن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حذر أنصار غباغبو من ان «الهجوم على فندق غولف يمكن ان يؤدي الى اعمال عنف على نطاق واسع، قد تعيد البلاد الى الحرب الاهلية». وذكّر بأن البعثة الدولية «مُخوّلة استخدام كلّ الوسائل اللازمة لحماية موظفيها وموظفي الدولة والمدنيين الآخرين في الفندق». واعتبر غيوم سورو الذي عينه وترة رئيساً لحكومته، ان البلاد «في وضع حرب اهلية» اساساً، مشيراً الى وقوع اكثر من 200 قتيل وحوالى الف جريح في المواجهات بين طرفي النزاع أخيراً. في المقابل، استبعد غباغبو اندلاع «حرب اهلية»، محذراً في الوقت ذاته من ان «تواصل الضغوط على ما هي عليه، سيكون ما قد يدفع الى الحرب، الى المواجهة»، معتبراً ان فرنسا «تتدخل في أسوأ طريقة ممكنة. كلّ القرارات التي أصدرتها الأممالمتحدة في شأن ساحل العاج، صاغت فرنسا مسوداتها». وقال لقناة «يورونيوز»: «الاتحاد الاوروبي يلحق بركب فرنسا... وفي شأن الدول الفرنكوفونية في افريقيا السوداء، عندما تتكلم فرنسا، الآخرون جميعاً ينفذون». والتقى غباغبو المحاميين الفرنسيين الشهيرين رولان دوما وجاك فيرجيس اللذين يدافعان عنه. واعتبر فيرجيس (85 عاما) ان غباغبو «اصبح رمزاً» لأنه يمثل «افريقيا جديدة، افريقيا لا تركع، وهذا ما لا يقبل به القادة الفرنسيون». اما دوما (88 عاما) فتحدث عن «عمليات تزوير في الدورة الثانية من الانتخابات، حدثت في قطاعات يسيطر عليها» وترة. في غضون ذلك، أوصت فرنسا مجدداً رعاياها الذين يبلغ عددهم حوالى 14 الفاً، خصوصاً «العائلات التي لديها اطفال»، بمغادرة ساحل العاج «موقتاً، في انتظار عودة الوضع الى طبيعته». وأعلن خبراء متخصصون في الدفاع عن حقوق الانسان، في الاممالمتحدة، عن «قلقهم الشديد ازاء الانتهاكات الفادحة لحقوق الانسان (في ساحل العاج)، والتي يُمكن اعتبارها جرائم ضد الانسانية» ويجب معاقبتها بحزم.