قالت عائشة الشبيلي في معرض حديثها ل«الحياة»، إنها تطمح إلى إنشاء مصنع يجمع الفتيات ويحتضن مواهبهن وإبداعاتهن، وتتوفر فيه كل الآلات المهنية، لتستطيع الفتاة والسيدة العمل والإنتاج بحرفية متقنة وإنتاجية عالية. هذا الطموح يتفق وسيرتها المليئة بالعطاء والتضحية للمرأة السعودية، عبر المركز الذي أسسته منذ سنوات، وحازت على إثره عدداً من الجوائز ومناسبات التكريم، تقديراً للنتائج التي تحققت والإنجازات التي سجلها المركز في مجالات تدريب الفتيات وتأهيلهن لسوق العمل، كان آخرها التكريم الذي حصلت عليه من برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) في العاصمة السويسرية جنيف أخيراً. «مركز إبداع المرأة السعودية»، الذي أسسته عام 1429ه، يعد المركز المهني الأول في المملكة في مجال تصنيع الأثاث، كالنجارة والتنجيد بأيدي سعوديات والأسر المنتجة. كان المركز مجرد مشغل بسيط فردي لأعمال النجارة والتنجيد، لينتقل بعد ذلك وبفضل إصرارها إلى مركز تأهيل للفتيات والسيدات من مختلف الأعمار، ولاسيما ذوات الدخل المحدود والظروف الخاصة، لإعانتهن على توفير مصدر دخل آمن ومربح. تحملت الشبيلي، التي تتمتع بخبرة تزيد على 15 عاماً في مجال تصميم وتصنيع الأثاث والديكور، كل التكاليف التي تطلبها قيام المركز وأداء أدواره الاجتماعية والتعليمية، إذ وخلال المرحلة الأولى ضمت الدورة التدريبية قرابة ال40 فتاة، ونظم لهن معرض في نهاية الدورة بحضور وزير الشؤون الاجتماعية الأسبق يوسف بن عثيمين. تغيّر بعد ذلك المشروع واسمه من ورشة إلى مركز المرأة السعودية، وافتتح أكثر من عشرة مراكز تدريبية انتشرت في أرجاء منطقة جازان، ودعم أسر نازحي الحرب على الحوثيين عام 2009 بمقاعد تدريبية، وأعطين الفرصة للعمل بعد ذلك من سعي أيديهن وبذل عرقهن. وبفضل مؤسسة الملك عبدالله لوالديه الخيرية، كان المشروع على موعد مع ذروة النجاح وبداية مرحلة جديدة من آفاق التميز والتألق، إذ تسلّم المركز ستة آلاف وحدة سكنية، ونظّم برنامجاً تأهيلياً لثلاثة أشهر للبدء في المشروع، ثم استمر المركز في أعماله ودوراته وتخريج دفعات من المؤهلات لشغل الوظائف في سوق العمل التي تترقب دورهن في البناء والتنمية. ويشارك المركز بجهد فتياته وإبداعهن في معارض الأثاث والديكورات التي تقام في مدن المملكة المختلفة، وفي ملتقيات سيدات الأعمال، ويملك المركز أركاناً دائمة في عدد من المولات والمراكز التجارية في منطقة جازان، بهدف توفير نافذة تسويقية للمنتجات، يضاعف من دخول المركز، ويوفر فرص ظهور أكبر لإبداعات منتسباته. وحصل المركز على عدد من الجوائز داخل المملكة، كان لها دور كبير في دعم مسيرته مادياً ومعنوياً، وضاعف من المسؤولية الملقاة على عائشة الشبيلي، التي تود لو أن مشروعها ألهب حماسة الأخريات لتطبيقه ومنافسته، بما يعود بالنفع العام على فتيات المجتمع. كما نال المركز جائزة أمير منطقة جازان محمد بن ناصر للأداء المميز 1430ه، وجائزة الملك خالد فرع شركاء التنمية 2014، وجائزة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله العالمية لريادة الأعمال كأفضل ابتكار في مجال المسؤولية الاجتماعية 2015. وأخيراً حصد المركز جائزة «أجفند» الدولية والأولى عالمياً على مستوى الأفراد في مجال مكافحة البطالة بين الشباب 2015، وتم تكريمه في جنيف، واختياره عبر لجنة تحكيم تضم العديد من الشخصيات المهمة والبارزة عالمياً في مجال التنمية المستدامة بالعالم وتمثل القارات الخمس. وأعربت الشبيلي عن اعتزازها بالجائزة التي حصلت عليها، مؤكدة أن رؤية مشروعها تتمثل في تمكين الأُسر المنتجة ممثلة بالمرأة من خدمة وطنها ونفسها، بخوض مجال المهن، والتحدي من أجل الإبداع، مشيرة إلى أن رسالتها تكمن في تنمية المرأة من تنمية الوطن، لأن الوطن القوي يبدأ من المرأة القوية والفاعلة. وأثناء عودتها من جنيف وهي تحمل جائزة الاعتراف بريادة مشروعها كتاج على هامة السعوديات المبدعات، استقبلت بفخر في صالة مطار الملك عبدالله بجازان، إذ حضر عدد من الأهالي والإعلاميين، في مقدمهم فتيات جازان يحملن باقات الورد والفل للترحيب بالشبيلي. منظم فعالية الاستقبال هادي شراحيلي، قال في حديثه ل«الحياة»، إن عائشة الشبيلي وهي تقف على منبر الجائزة، كانت تمثل ريادة السعوديات، وسبقهن إلى تحمل مسؤوليتهن تجاه هذا المجتمع الذي ينتظر منهن الكثير، «لقد كانت عائشة خير تمثيل لنا جميعاً».