دعا رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين عيسى قراقع أمس إلى «نقل الأسرى المضربين عن الطعام إلى المستشفيات، كي يتلقوا رعاية طبية ومراقبة صحية من أطباء اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، تزامناً مع إصابة عدد منهم بالإغماء في اليوم ال28 من الإضراب. في غضون ذلك، قال الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «شاباك» يعقوب بيري إن على إسرائيل عدم الإفراج عن الأسير «مروان البرغوثي مهما كان الثمن»، معتبراً أن البرغوثي يحاول أن يصبح نيلسون مانديلا بقيادته إضراب الأسرى الفلسطينيين في السجون. وأضاف: «البرغوثي ما هو إلا حلقة مارة ضمن مسلسل»، معتبراً أن وصفه برئيس معسكر السلام «وصف لا يليق به». وتابع: «على إسرائيل أن لا تفرج عن البرغوثي بأي ثمن كان». فلسطينياً، قال قراقع خلال زيارته خيم التضامن مع الأسرى في محافظتي سلفيت ونابلس وقرية بيتا شمال الضفة الغربية، إن من «المفروض، وفق القانون، نقل جميع الأسرى إلى المستشفيات، وأن لا يبقوا في زنازين عزل جماعية وفردية في ظروف لا إنسانية يتعرضون فيها الى القمع، وضغوط أدت إلى تدهور خطير على أوضاعهم الصحية». وأشار الى «انهيار صحي جماعي دخل فيه الأسرى المضربون في ظل استهتار إسرائيل بصحتهم وحياتهم واستمرار رفضها التجاوب مع مطالبهم الإنسانية العادلة وعدم إجراء مفاوضات في شأن هذه المطالب مع قادة الإضراب». ودعا الصليب الأحمر إلى «إصدار تقرير مفصل وموقف في شأن الظروف الصحية التي يمر بها الأسرى في السجون واتخاذ إجراءات سريعة لحمايتهم صحياً ومراقبة المعاملة الإسرائيلية معهم والتصدي لأي محاولة لتغذيتهم قسراً، والعمل على وقف الإجراءات التعسفية في حقهم من نقل مستمر بغرض الإنهاك واستمرار عزلهم في ظروف غير ملائمة صحياً وتعرضهم الى الإذلال والمساومة على العلاج». وقالت اللجنة الإعلامية للإضراب: «حالات إغماء متتالية تحدث في صفوف الأسرى المضربين في سجن نفحة، وآخرون يتقيأون دما». وأضافت في بيان أمس أن «محامي نادي الأسير تمكن من زيارة الأسيرين المضربين محمد الغول ويحيى إبراهيم، وكلاهما من محافظة طولكرم، ونقل عنهما أن الأوضاع الصحية للأسرى المضربين تزداد خطورة مع مرور الوقت، اذ نقصت أوزانهم 20 كيلوغراماً، فيما تمعن مصلحة السجون الإسرائيلية في إجراءاتها التنكيلية، خصوصاً عمليات الاقتحام والتفتيش». ونسبت اللجنة الى الأسيرين قولهما إن «أوضاع 90 في المئة من الأسرى المضربين في سجن نفحة الصحية وصلت إلى مرحلة صعبة، فيما تكتفي إدارة السجن في حال تعرض أحدهم الى الإغماء بنقله إلى مستشفى ميداني لا يرقى إلى أن يُسمى عيادة، ولا يقدم أي نوع من العلاج لهم». وأكد الأسيران أن «الأسرى في سجن نفحة سيواصلون معركتهم على رغم كل ما يواجهونه، ولن يوقفوا معركتهم إلا بقرار من قيادة الإضراب». الى ذلك، أصدر المجلس الثوري لحركة «فتح» أمس بياناً دعا فيه المجتمع الدولي الى «ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال». ووصف «إغفال سلطات الاحتلال مطالب الأسرى عن سابق تصميم بمثابة عملية إعدام جماعية»، محملاً الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة المسؤولية عن حياة الأسرى. وقال إن «معركة الحرية والكرامة التي يخوضها الأسرى الأبطال بأمعائهم الخاوية تتواصل لليوم الثامن والعشرين في ظل تعنت حكومة الاحتلال وإدارتها الظهر لمطالبهم الإنسانية، ما يؤكد النية المبيتة لحكومة الإجرام في تل أبيب على ارتكاب جريمة قتلهم جماعياً». وحمّل الحكومة الإسرائيلية عن «حياة أي أسير قد يسقط شهيداً بين لحظة وأخرى، وفي هذه الحال فإن حكومة تل أبيب وحدها تتحمل مسؤولية ما سيترتب عن ذلك». وأضاف أن «أرواح أسرانا غالية ولا أحد في هذه الحال يستطيع التكهن بالنتائج المترتبة على ذلك». وتوجه الى المجتمع الدولي «للتحرك العاجل لإنقاذ حياة أسرانا الأبطال من عملية إعدام جماعي تقدم عليها إسرائيل، عبر هذا الإهمال المتعمد لإضرابهم من خلال عدم التعاطي الجدي والايجابي مع مطالبهم الإنسانية العادلة». واعتبر أن هذا الإهمال «يؤدي الى إطالة أمد الإضراب، فيما دخل عدد من الأسرى المضربين دائرة الخطر الحقيقي». ودعا الشعب الفلسطيني الى «تصعيد فاعليات الغضب المتضامنة للأسرى».