طمأن رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية الحكومة الأردنية، في أول لقاء علني له مع مسؤول أردني، بأن حكومته «لا يمكن أن تقبل بما يسمى الوطن البديل، أو أن يكون أي حل للقضية الفلسطينية على حساب الأردن أو الأرض الأردنية تحت أي ظرف من الظروف». وتخطط اسرائيل منذ زمن بعيد لأن يكون الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين، خصوصاً في الضفة الغربية، وأن يتم حل مشكلة القطاع على حساب صحراء سيناء المصرية، الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون رسمياً وفصائلياً وشعبياً. وأشاد هنية خلال استقباله وفداً أردنياً رسمياً برئاسة مدير العمليات الحربية في الجيش الأردني، ممثل رئيس هيئة أركان الجيش الأردني اللواء محمود فريحات «بجهود المملكة الأردنية المقدرة والملموسة من كل مواطن فلسطيني، خصوصا في ظل الحصار الإسرائيلي ومنع الاحتلال من وصول الإمكانات اللازمة». وشدد على «أهمية الموقف الأردني في الواقع السياسي»، داعياً إلى «تحرك من جلالة الملك عبدالله، ومن الدول العربية لكبح جماع أي تصعيد إسرائيلي». واعتبر أن «دور جلالة الملك مهم في منع أي تصعيد يمكن أن يفكر به الاحتلال الإسرائيلي». وعن الحرب العدوانية الاخيرة على قطاع غزة، قال إن «نتائج هذه الحرب لا تزال قائمة، خصوصاً البيوت التي دمرت ولم يتم بناؤها، ما يتطلب أن يولي الأردن الشقيق موضوع إعادة الإعمار في القطاع أهمية خاصة، وأن تبحث الوسائل الملائمة لتحقيق هذه الغاية». وكانت العلاقة بين الأردن و«حماس» تدهورت قبل أربع سنوات عندما أعلنت الحكومة الأردنية أنها ضبطت أسلحة مع عناصر تنتمي للحركة في الأردن، وألغت زيارة رسمية للأردن لوزير خارجية حكومة هنية آنذاك عضو المكتب السياسي في حركة «حماس» الدكتور محمود الزهار. من جانبه، ثمّن اللواء فريحات «موقف هنية في شأن رفض خيارات الوطن البديل»، مضيفاً أن «هذا موقفاً مشتركاً مع المملكة». وكان وفد طبي عسكري أردني وصل قبل أيام قليلة الى مدينة غزة لتوسيع المستشفى الميداني العسكري الأردني في المدينة، بعدما منحته الحكومة المقالة ثمانية دونمات مجاورة له. بدوره، قال الزهار إنه «في حال وقع عدوان إسرائيلي على غزة، فإن إسرائيل ستهزم». وأضاف أن «الاحتلال إذا حاول اقتحام غزة، فسيرى من المقاومة الصمود والتحدي والتضحية والإرادة». وشدد خلال حفلة تكريم أهالي شهداء مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع الذين استشهدوا في الحرب الأخيرة على غزة، على «ضرورة وحدة الأمة، واستغلال الإمكانات، وتكوين جبهة واحدة، والتصدي للمشروع الصهيوني والأميركي في المنطقة».