أكد مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة عبدالله بن يحيى المعلمي أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وأميركا، ستزداد متانة في ظل قيادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال في تصريح خلال مشاركته في ندوة بالعاصمة الأميركية واشنطن أول من أمس (الخميس): «إن العلاقات السعودية - الأميركية قوية وثابتة وقائمة على أسس صلبة، وستستمر على هذا النهج في تعزيز قوتها وصلابتها». وأضاف: «إن اختيار ترامب زيارة المملكة ضمن أوائل الدول التي سيزورها في جولته الخارجية تؤكد أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين وبالعالمين العربي والإسلامي»، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي عبّر في أكثر من مناسبة عن تقديره للدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في المنطقة وعلى صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين، وعن دعمه جهود الرياض في عدد من القضايا. وشدد المعلمي على أن «المملكة تشارك ترامب في رؤيته بأن الأنشطة الإيرانية العدائية في المنطقة يجب أن تتوقف وتجب مواجهتها، وفي حاجة الدول الإسلامية إلى معالجة قضية مكافحة الإرهاب بطريقة أكثر فعالية وأكثر ابتكاراًَ»، مبيناً أن قمة رؤساء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي مع الرئيس الأميركي ستشكل فرصة لتبادل وجهات النظر والتفاهم المشترك. إلى ذلك، أكد مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة خلال الندوة التي عقدها مركز سياسة الشرق الأوسط ومركز الخليج للأبحاث، ضمن الفعاليات الفكرية الخليجية - الأميركية في أسبوعها الثاني والأخير، في مقر نادي الصحافة الوطني بالعاصمة الأميركية واشنطن أمس، بعنوان (مكافحة الإرهاب) «إن المملكة أدركت لفترة طويلة أن الحرب لهزيمة الإرهاب ستستغرق وقتاًَ طويلاً، وأن الانتصار في هذه الحرب يجب أن يكون على نطاق دولي واسع، وأدركت المملكة كذلك أن هزيمة الإرهاب لن تكون في ساحة العمليات فقط، وإنما في كسب عقول وقلوب الناس في القرى والمدن والمجتمعات عبر البلاد». وتطرق المعلمي في كلمته - بحسب وكالة الأنباء السعودية - إلى «جهود المملكة في تجفيف منابع تمويل الإرهاب داخل المملكة وخارجها، وتأسيس مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، وتأسيس مركز إعلامي لتتبع ومواجهة جميع مصادر خطابات المتطرفين». وأوضح أن «فكرة تأسيس مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب في 2011 تعود إلى المؤتمر الذي عقدته المملكة في العاصمة الرياض 2005» مشيراً في هذا الخصوص إلى «دعم المملكة السخي لهذا المركز بمبلغ 110 مليون دولار، ومشاركتها الجهود الدولية في محاربة تنظيم داعش الإرهابي عبر التحالف الدولي، ومبادرتها كذلك في تأسيس التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب». ولفت المعلمي في كلمته إلى أن «الإرهاب ليس له أية علاقة بالعرق أو الدين، وأن أي خطاب يروج للخوف أو للكراهية أو معاداة الإسلام أو السامية فهو يصب في مصلحة الإرهاب والتطرف، وأن الحرب ضد الإرهاب هي حرب طويلة ومتعددة الأوجه وتستوجب تعاوناً دولياً». من جانبه، قال المقدم في وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية خالد الزهراني في كلمة له خلال مشاركته بالندوة: «إن المملكة تعرضت منذ 1979 إلى 335 عملية إرهابية، وتمكنت الأجهزة الأمنية المعنية بمكافحة الإرهاب من إحباط 229 عملية». وأشار إلى أن «الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها المملكة كانت تتم عبر العبوات المتفجرة أو الأحزمة الناسفة، حيث بلغ عدد الضحايا الأجانب لهذه الهجمات الإرهابية 159، والمصابين 1047، فيما بلغ عدد الضحايا من المواطنين 338، والمصابين 1288، وجرى بين الأعوام 2003 و 2016 إعلان قوائم 240 مطلوباً، إذ تبقى من هذا العدد 138 مطلوباً، وهم موجودون في الغالب خارج المملكة وفي مناطق الصراعات». وبين أن «ازدياد الهجمات الإرهابية في المملكة يقابل بزيادة في الإصرار على مواجهته وهزيمته»، مشيراً إلى أن «استراتيجية مكافحة الإرهاب في المملكة تقوم على المواجهة الأمنية، والمواجهة الفكرية، وتجفيف منابع تمويل الإرهاب». وأشار إلى «زيادة أعداد الإرهابيين الأجانب المشاركين في الهجمات الإرهابية في المملكة وانخفاض أعداد السعوديين»، مبيناً أن «هذا دليل على أن جهود الحكومة ناجحة في توعية المواطنين بخطر التطرف والإرهاب». وخلص في كلمته إلى التأكيد على أن «المملكة لا تريد تصفيقاً لجهودها في مكافحة الإرهاب، بل تريد الإصغاء، فتجربة المملكة في مكافحة الإرهاب ليست كاملة لكنها جديرة بالاحترام واطلاع الدول الأخرى للاستفادة منها». من جهته، أشاد السفير الأميركي السابق لدى المملكة رئيس المركز فورد فراكير، والسفير الأميركي السابق لدى سلطنة عمان رئيس مجلس إدارة المركز ريتشارد شيمرير، بجهود المملكة في مكافحة الإرهاب والتعاون الثنائي بين البلدين في هذا المجال.