واصل الجيش اللبناني أمس تعزيز إجراءاته في المواقع التي يتمركز فيها، على طول الخط الممتد من رأس بعلبك الى بلدة عرسال، في مواجهة المناطق الجردية التي تدور فيها اشتباكات منذ أول من أمس بين «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» سقط فيها حتى الآن أكثر من 32 قتيلاً من الطرفين - نقلاً عن مصادر أمنية لبنانية - عرف منهم اللبناني محمد عبدالمجيد الحجيري الذي كان سابقاً مرافقاً للشيخ مصطفى الحجيري الملقب «أبو طاقية». ومع أن جثة الحجيري ما زالت في أرض المعركة في جرود عرسال، وتحديداً في المنطقة المتداخلة بين لبنان وسورية، فإن ذويه تقبلوا أمس التعازي بعد أن تلقت عائلته النبأ في اتصال تلقته من هاتف خليوي سوري. ولفتت المصادر الأمنية اللبنانية الى أن وحدات الجيش اللبناني تطبق سيطرتها على المواقع التي تنتشر فيها، بعدما رفعت جاهزيتها لمنع المقاتلين من «النصرة» و «داعش» من التسلل الى بلدة عرسال هرباً من احتدام المعارك، خصوصاً في أعالي الجرد. فيما ذكر عدد من أهالي عرسال في اتصال أجرته معهم «الحياة» أنهم يسمعون دوي المدافع من حين الى آخر. ولم تستبعد المصادر نفسها أن يكون سبب اندلاع الاشتباكات إصرار «النصرة» على إعادة النظر في تموضعها العسكري لجهة الانسحاب في اتجاه ريف إدلب، تجنباً لمعاودة جيش النظام في سورية بدعم مباشر من «حزب الله» الإعداد لشن هجوم لاستعادة هذه المنطقة بعد أن تمكن من استعادة تدمر والقرى المجاورة لها من «داعش». وكشفت هذه المصادر أن مقاتلي «داعش» تصدوا لمقاتلي «النصرة» في محاولة لمنعهم من إخلاء المنطقة وطلبوا منهم البقاء في مواقعهم، كما فرضوا عليهم مبايعة «داعش» والقتال تحت إمرتها. وفي هذا السياق، تردد أن «داعش» قرر الدخول في معركة مع «النصرة» على خلفية أن لديه معلومات تفيد بأن الأخيرة تجري مفاوضات غير مباشرة مع النظام في سورية، من خلال قنوات تتولاها جهة ثالثة تحضيراً لسحب مقاتليها من جرود عرسال الى ريف إدلب.