برزت مخاوف أمس، من حصول صدام بين الفصائل السورية الناشطة في محافظة إدلب، شمال غربي البلاد، على خلفية بيان ل «هيئة تحرير الشام» (التي تضم ما كان يُعرف ب «جبهة النصرة») هددت فيه بقتال فصائل محسوبة على «الجيش الحر» ومدعومة من تركيا على خلفية انخراطها في اتفاق «مناطق التهدئة» الذي تم التوصل إليه أخيراً في آستانة. وأصدر «مجلس الفتوى» في «هيئة تحرير الشام» بياناً مساء أول من أمس، أكد فيه وجوب مقاتلة من وصفهم ب «فلول الفصائل الفاسدة» ومن يسمح لهم بالعمل تحت رايتهم، معتبراً أن قتالهم واجب يشمل الجميع ويعتبر من باب «دفع العدو الصائل». ونقلت شبكة «الدرر الشامية» عن البيان إشارته إلى أنباء عن تحركات غير مسبوقة ل «بعض فلول الفصائل المفسدة سابقاً» بهدف التوغّل في محافظة إدلب انطلاقاً من الحدود التركية، معتبراً ذلك «مؤامرة جديدة لتحقيق ما عجزت قوى الكفر عن تحقيقه... من كسر إرادة المجاهدين وهزيمتهم». واعتبر البيان أن الموافقة على مؤتمر آستانة «خيانة لله ورسوله وللمؤمنين، وللدماء التي سُفكت والجهود التي بُذلت لتحرير المسلمين، ومؤامرة تبغي وأد الجهاد والثورة». لكن عضو المكتب السياسي ل «فرقة الحمزة» التابعة ل «الجيش السوري الحر»، هشام سكيف، رد على تهديد «هيئة تحرير الشام» واتهمها بتعمد الخلط بين ما يحدث في الشمال السوري وبين مقررات آستانة، مشيراً إلى أن دخولهم إلى إدلب «أمر طبيعي». وقال سكيف لشبكة «سمارت» الإخبارية، إن هناك مشاورات جارية في شأن احتمال نشر قوات من «الحر» في محافظة إدلب، مؤكداً أن قواتهم «مستعدة لتلبية نداء الواجب الوطني على كامل التراب السوري في مواجهة قوات النظام وحلفائها». لكنه أوضح أنه لم يُتخذ القرار بدخول محافظة إدلب «إنما هي مشاورات»، مستدركاً: «إذا دخلنا فهو أمر طبيعي وليس تمدداً على حساب أحد». وتابع: «لن نقاتل أحد بنية عدوانية، ومن يرى أن علم الثورة عدو له ولفكره هو نفسه يعتبر الجيش الحر عدواً (...) رأينا ماذا فعلت هيئة تحرير الشام بفصائل الحر في الريف الغربي لحلب». وقال إن قرار الدخول إلى إدلب معزول عن مقررات آستانة التي اعترض عليها الوفد العسكري المعارض الذي شارك في مفاوضات عاصمة كازاخستان. ومعلوم أن اتفاق مناطق التهدئة أو «تخفيف التوتر» الذي وقعت عليه الدول «الضامنة» في آستانة (روسيا، تركيا، إيران) لم يحظ بموافقة كل الفصائل المشاركة والتي انسحب عدد من ممثليها من الجلسة الختامية. ووصفت «الهيئة العليا للمفاوضات» اتفاق آستانة بأنه «غير شرعي» و «مشروع تقسيم» لسورية. ونقلت «سمارت» أيضاً عن مسؤول العلاقات العسكرية في «الجبهة الشامية» النقيب سعد طبية قوله إنه لم يصدر أي قرار بدخول فصائل «درع الفرات» إلى ريفي حلب وإدلب، لكنه لفت إلى أنه في حال طلب منهم ذلك سيكونون جاهزين.