اعتبر الخبير الاقتصادي رئيس جمعية ريادة الأعمال بجامعة الملك سعود البروفيسور أحمد الشميمري، أن نسق التطور الاقتصادي العالمي لم يعد يعتمد على مفهوم الكيانات الاقتصادية الكبيرة، إذ اكتشفت الدول الكبرى منذ سبعينات وثمانينات القرن الماضي أن الكيانات الكبيرة لم تعد مجدية فعدلت مفهوم الاقتصاد من الرغبة في تحقيق الغنى إلى ضرورة العمل لتحقيق مفهوم النمو المستدام، ولا يتحقق ذلك الا عبر اعتماد النمو الذكي بدلاً من النمو بالقوة الغاشمة، وذلك من خلال الاعتماد على الابتكار والتقنية ودعم المنشآت الصغيرة، حيث ظهر ما يسمى بريادة الأعمال. وقدم الشميمري خلال الأمسية التي نظمتها لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض، عرضاً حول نسق تطور النظريات الاقتصادية، وقال إن «علم الاقتصاد تحول من مفاهيم الاقتصاد الكلي إلى الجزئي منذ المحاولات الأولى مع المفكر شومبيتر فيما سمي بالتدمير الخلاق، إذ قال إن ما يُحدث التوازن الاقتصادي ليس بناء الكيانات الكبيرة وانما تحقيق الريادة، لكن بعد العقد السابع من القرن الماضي ظهرت مفاهيم التوازن الاقتصادي الجديدة مثل مفهوم الخصخصة والانتقال من هيمنة القوة الغاشمة إلى النمو الذكي». وأضاف أنه كانت محصلة ذلك التحول أن المنشآت الصغيرة أصبحت تسهم بنسبة 60 في المئة من الناتج القومي للدول، ثم ظهر مفهوم حاضنات الأعمال التي تكاثرت من 600 حاضنة إلى 6 آلاف حاضنة أعمال، معتبراً أن «هذه المكونات والمنشآت الصغيرة التي ولدت من رحم التجربة الاقتصادية العالمية والقناعة الراسخة التي تشكلت بأن الكيانات الكبيرة لم تعد مجدية وأصبحت تمثل النواة لما يسمى بالرأسمالية الجديدة، وأصحابها هم من يطلق عليهم رواد الأعمال، وهي انسب المحاضن لما يسمى بالتفكير الإبداعي». وتطرق الشميمري عن مدارس المستقبل التي لا تقوم على التلقين والحفظ وتجميد القدرة على التفكير، داعياً إلى إصدار الأنظمة والتشريعات التي تساعد على انتشار مفهوم ريادة الأعمال، إضافة إلى الدعم العام والخاص، واصفاً بيئة تقنية المعلومات بأنها ما تزال متخلفة، وهذه المجالات هي ستنشط فيها جمعية ريادة الأعمال التي تأسست بدعم من جامعة الملك سعود، وقد تزودت الآن بالمناهج الخاصة، وتعاقدت مع نخبة من المختصين، وتحالفت مع شركات دولية لإصدار ما يسمى برخصة ريادة الأعمال. ولفت إلى أن الجمعية تشترط لمنح الرخصة حصول المتقدم على المهارات الأساسية قبل ان يتمكن من تأسيس منشأة صغيرة، والتأكد من قدرته على التطوير لبلوغ الريادة، مثل كيف يخطط، وما هي رؤيته للنشاط الذي ينوي القيام به، وكيف سيجد التمويل وخطته المناسبة للخروج، اذا واجه مشكلة في الطريق، ووضعت المؤسسة خريطة طريق لكل من يريد تأسيس مشروعه عبر اعتماد المراحل السبعة لما يسمى بمراحل ILFEN، وهي رخصة دولية تسبقها برامج تدريبية مدتها 100 ساعة يتعلم فيها برامج المحاكاة التي تستخدمها الرخصة.