طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – كرر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، أن بلاده أصبحت «دولة نووية»، مؤكداً أن الشعب الإيراني «لن يسمح لأي قوة بانتهاك حقوقه قيد أنملة». ودعا نجاد الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، الى «التخلي عن نهجهم السلبي في المفاوضات السابقة، والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الإيراني». وقال في خطاب بمدينة كاج غرب طهران، أن بلاده مستعدة للحوار مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في إسطنبول الشهر المقبل، ثم في البرازيل وإيران. وأضاف: «أعداء البشرية واجهوا الشعب الإيراني طيلة 32 سنة، وفعلوا كلّ ما في وسعهم لمنع ازدهاره، لكنهم مُنيوا بهزائم متتالية». وزاد في إشارة الى الغرب: «مارسوا ضغوطاً سياسية وإعلامية كثيرة وأصدروا قرارات الحظر على إيران، لمنعها من أن تصبح دولة نووية، لكن إيران باتت قوة نووية وانتصرت أخيراً في هذه المعركة السياسية التي امتدت لسنوات». وتابع: «لو أضفتم 100 عقوبة أخرى الى لائحتكم، لن تؤثر ولو قليلاً على إرادة الإيرانيين». واعتبر نجاد أن على الدول الست اختيار «أحد طريقين: إما مواصلة النهج السابق الذي أدى الى مواجهة الشعب الإيراني، وكانت نتيجته معروفة وهي طريق مسدود وعديم الفائدة بالنسبة إليهم، أو التعاون والاعتراف رسمياً بالحقوق المؤكدة للشعب الإيراني». وخاطب «أعداء الثورة» قائلاً: «إذا دخلتم المفاوضات بصدق واعترفتم بحقوق الشعب الإيراني، سيستفيد كلا الجانبين، ونفضّل اعتماد هذا النهج، لكن إذا لم يحدث ذلك، لن يسمح الشعب الإيراني لأي قوة بانتهاك حقوقه قيد أنملة». وانتقد الدول الغربية ل «ممارساتها القمعية وانتهاكها الكرامة الإنسانية والحريات الاجتماعية»، قائلاً: «هذه الدول تتخذ من حقوق الإنسان والدفاع عن الديموقراطية ذرائع لارتكاب مجازر، ما أسفر عن مقتل عشرات الملايين على مدى أكثر من مئة سنة». في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أن الموعد المحدد للمفاوضات المقررة في إسطنبول الشهر المقبل بين إيران والدول الست، لم يُحدد بعد. وقال: «هناك اتفاق على مكان اللقاء، لكن الموعد النهائي لم يُحدد بعد والمشاورات متواصلة لتنظيم المفاوضات في إسطنبول بحلول نهاية كانون الثاني (يناير)» المقبل. وأضاف أن محادثات إسطنبول «ستتمحور حول التعاون بين الجانبين في شأن القضايا التي للطرفين وجهات نظر متشابهة في شأنها». وكانت إيران والدول الست استأنفت في جنيف في 6 و7 من الشهر الجاري، المفاوضات في شأن الملف النووي المتوقفة منذ 14 شهراً. وعلّق مهمان برست على ترحيب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بقرار للجمعية العامة للأمم المتحدة اتهم إيران بانتهاك حقوق الإنسان، قائلاً: «هذه الخطوة الطائشة من وزيرة الخارجية الأميركية وتدخلها في الشؤون الداخلية الإيرانية، لا يمكن أن يسوّيا المشاكل التي يواجهها (الأميركيون) في بلادهم». وأشار الى أن إيران حذرت الدول الغربية مرات عدة من التدخل في شؤونها الداخلية، داعياً الولاياتالمتحدة إلى معالجة مشاكلها الداخلية، بما في ذلك الوضع «الكارثي» لحقوق الإنسان، بدل التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وتطرّق مهمان برست الى مداولات مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني حول قطع العلاقات مع بريطانيا، معتبراً إن انتقاد السفير البريطاني في طهران سايمون غاس وضع حقوق الإنسان في إيران، جاء «خارج الأصول الديبلوماسية». وقال إن إيران ستظهر رد فعل مغايراً، إذا لم تصحّح بريطانيا أخطاءها. وأوصت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، بقطع العلاقات مع بريطانيا، بعد كلام غاس واحتجاجات طهران من «تدخل» لندن في شؤونها، بعد الاحتجاجات التي أعقبت انتخابات الرئاسة عام 2009.