افتتح خمسة مطربين لبنانيين مهرجان الدوحة الغنائي العاشر بليلة ع «هوا لبنان»، وسط حضور جماهيري ضاقت به جنبات المسرح الذي يتوسط الحي الثقافي. البداية مع «المخضرم» طوني حنّا، الذي أوقد بأغنياته جمر المساء، وقدّم ما لذّ وطاب من أغنياته الشهيرة... تلاه المطرب أيمن زبيب، الذي أدّى وصلة غنائية لاهبة رقص على أنغامها حضور الحفلة الكثيف، ثم أعقبه ملحم زين بعدد من أغنياته وأغنيات وديع الصافي، ليترك المسرح بعد ساعة من الغناء للمطربة نجوى كرم التي وضعت بصمتها على الحفلة الكبيرة كالعادة. وأضفت على الليلة الصاخبة لمسة ناعمة وغنت كما لم تفعل من قبل، ليختتم المطرب ملحم بركات الليلة الأولى بأغان راقية قدم خلالها لضيوف الحفلة «وليمة دسمة» من الطرب الاصيل. واجتمع اللبنانيون الأربعة في أعقاب ذلك على المسرح دفعة واحدة وتناوبوا على أداء أغنيات صباح ووديع الصافي، ليغلق ستار الليلة اللبنانية على أنغام اغنية «يا لبنان دخل ترابك». الأحداث التي سبقت الليلة اللبنانية كانت تشير إلى حدث فني مهم. بدا ذلك واضحاً في حديث الموسيقي اللبناني ملحم بركات خلال المؤتمر الصحافي الذي سبق الحفلة بيوم واحد، فبركات الذي بدأ حديثه بالإشادة بالمهرجان القطري وشكر الدولة القطرية على ما تقدمه من دعم للفن اللبناني، أكد في الوقت نفسه بأن «حكومة قطر تكرّم الفنانين اللبنانيين على عكس الدولة اللبنانيه التي لا تهتم». وكعادته لم يكتفِ الموسيقي بالحضور الإعلامي البسيط، إذ شن هجوماً في كل الاتجاهات، معتبراً أن الفنان جورج وسوف فقدَ أهم أدواته الفنية، لكنه رفض اتهامه بأنه يقف ضد الفن المصري، قائلاً: «أنا لا أكره مصر، بل أحب أن يكون هناك تنافس بين الأغنيه اللبنانيه والمصريه والخليجيه، وإذا غنى اللبنانيون باللهجة المصريه فأين يكون التنافس؟». وأبدى «أبو مجد» الرضى على الأغنية الخليجية، إذ اعتبرها منافساً قوياً للأغنية اللبنانية والعربية. وأضاف: «لا بد في الفن من منافسة، فهي تأتي في كل شيء، في السياسة والاقتصاد وحتى المشاريع الخيرية. لكن المنافسة الحقيقة والمفيدة اختفت، والأغاني صارت كلمات مركبة بلا نغم ولا جمل مفيدة. وأنا مستاء من أن الإعلام والفضائيات قلّلت من قيمة المواهب التي كنا نراها سابقاً». واعترض على مساواة النجوم الكبار بالمبتدئين من المغنين، مشيراًً الى أنه لا يجد اليوم فناناً منافساً، قبل أن يختتم مؤتمره بشكل مفاجئ بعدما قال بصوت عال: «مش مسموح أنو اليوم سورية تطبّب الفنان اللبناني والدولة اللبنانيه صامتة»، قبل أن يغادر المكان. الفنان أيمن زبيب بدا غير راض عن حديث بركات، إذ قال في مؤتمر صحافي رداً على كلام بركات حول عدم وجود منافسة حقيقة: «الأستاذ ملحم بيمون على الجميع، لكن الحقيقه أنه لو لم يكن مقتنعاً بنا لما ارتضى أن نقف معه على المسرح هذا المساء ونغني معه في هذا المهرجان الكبير». واعتبر زبيب بأن شركة «روتانا» تمثل الأم للفنانين، إذ تهتم بكل منهم بشكل متساو، مؤكداً بأنه سيتابع معها مشواره الغنائي، وسيصدر ألبومه خلال الشهور الأربعه القادمة. وعلى عكس بركات وأيمن زبيب، جاء المؤتمر الصحافي لنجوى كرم أكثر هدوءاً، إذ حضرت في موعدها دون تأخير وهو ما أسعد الحضور من الصحافيين الذي أطالوا التصفيق لها قبل أن تقدمها المذيعة اللبنانية ريتا حرب، وتركزت أسئلة الصحافيين حول رفض نجوى الغناء باللهجة المصرية. ما أثار ردود فعل غاضبة في الأوساط الإعلامية المصرية، وهو ما علقت عليه بكل هدوء حين قالت: «تعلمنا من المصريين أن نحب لبنان وأن نغني بلهجتنا، وأعلنها وليعلم الجميع، لن أغنّي إلا باللهجة اللبنانيه، فأنا لم أغنِّ طمعاً بشهرة ولا بثروة، فقط غنيت للبنان وأغنيتي اللبنانيه اشتهرت وانتشرت في مصر، والشعب المصري أحبّها، فلماذا يريدون وضع طابور خامس بيني وبينهم». المؤتمر الأقصر كان للفنان ملحم زين، الذي أكد خلاله بأنه يرفض التعصب للهجات ويفضل التنويع بينها، مؤكداً أنه ينوي تقديم أعمال بلهجة حضرموت اليمنية لتقاربها مع اللهجة الخليجية، رافضاً الكشف عن تفاصيل ألبومه الجديد الذي يفضل أن يكون مفاجأة للجماهير.