آثر رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، في أول ظهور علني بعد انتخابه رئيساً للمكتب السياسي للحركة السبت الماضي، زيارة خيمة التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية المقامة في ساحة السرايا وسط مدينة غزة أمس. وقال هنية من داخل خيمة التضامن أن قضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي «كانت وستبقى على رأس أولويات الحركة حتى حريتهم، عملاً لا قولاً، وعلى كل المستويات، مستويات المقاومة والميدان، والسياسة، والجماهير، والقانون، وداخلياً وخارجياً». وأضاف أن إضراب الأسرى عن الطعام «يتعدى المطالب الحياتية إلى بناء الفكر الفلسطيني القائم على الصمود والتحدي، وإعادة رسم العلاقة بين الشعب والمحتل». ووجه رسالة إلى الأسرى، قائلاً أن «قضيتكم كانت وستظل على رأس أولويات قيادة حركة حماس وقيادات العمل الفلسطيني في كل المستويات وتحت كل المسميات». وشدد على أن «حريتكم واجب وطني. كرامتكم من كرامة شعبنا. لا نقبل أن تُهان هذه الكرامة، ولا نقبل أن تستمروا خلف القضبان. هذا عمل عميق وواسع سيستمر من أجل تحريركم وكرامتكم» في إشارة ضمنية إلى مفاوضات محتملة بين الحركة وإسرائيل لعقد صفقة تبادل مقابل جنود إسرائيليين أسرى لديها. وأكد أن «الأسرى سيحققون أهدافهم وتطلعاتهم من خلال الإضراب بفعل وحدتهم ووقوف الشعب بكل شرائحه معهم». ودعا الشعب الفلسطيني إلى «الاستمرار في نضاله واعتصاماته التضامنية مع الأسرى حتى كسر إرادة المحتل والاستجابة لمطالب المضربين عن الطعام». جاءت تصريحات هنية فيما واصل حوالى 1800 أسير أمس إضرابهم المفتوح عن الطعام في «معركة الحرية والكرامة»، لليوم 22 على التوالي، للمطالبة بإنهاء سياسة الاعتقال الإداري، والعزل الفردي، وإنهاء سياسة منع زيارات العائلات وعدم انتظامها، والإهمال الطبي، وغير ذلك من المطالب الأساسية المشروعة. واتهم رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين عيسى قراقع الأطباء العاملين لصالح مصلحة السجون الإسرائيلية القيام بدور السجانين في المساومة وابتزاز أي أسير مضرب عن الطعام، حيث يشنون حرباً نفسية وترهيباً على الأسير المضرب المريض ومساومته على تقديم العلاج مقابل وقف الإضراب. وقال قراقع أن «الأطباء أصبحوا مجندين وداعمين للعدوان والممارسات التعسفية التي تشنها حكومة إسرائيل على الأسرى المضربين ويلعبون دوراً خطيراً في بث الرعب والفزع في صفوف المضربين». واتهم الأطباء «بالتلكؤ المقصود في تقديم العلاج لأسرى مضربين تدهورت صحهتم في شكل خطير والتعامل معهم بلا مبالاة، وتحولوا (الأطباء) إلى جزء من النظام القمعي الإسرائيلي ضد المضربين». واعتبر أن هذه الممارسات «تخالف أخلاقيات مهنة الطب والقواعد التي وضعتها نقابة الأطباء العالمية، وإعلان طوكيو لعام 1956 التي تمنع أي طبيب من القيام بإجراءت وحشية أو غير إنسانية أو مذلة في حق الضحية». واعتبر أن «إعلان طوكيو أبطل الشراكة الشرعية بين الطب والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية، وأن دور الأطباء حماية السجناء وتقديم المساعدة الطبية لهم». وقال أنه لم يلمس جدية حقيقية حتى الآن من الحكومة الإسرائيلية ومصلحة السجون للبدء في مفاوضات مع الأسرى حول مطالبهم. وأعرب عن «قلقه على حياة الأسرى المضربين»، محذراً من «سقوط شهداء في صفوفهم»، داعياً إلى استمرار الحراك الشعبي التضامني مع الأسرى. وأوضحت اللجنة الوطنية لإسناد «معركة الحرية والكرامة» أن «الأوضاع الصحية للأسرى المضربين تتدهور باستمرار، في ظل رفض إدارة السجون تقديم العلاج لهم، ومحاولة ابتزاز بعضهم بتقديم العلاج مقابل إنهاء للإضراب». وقال رئيس اللجنة الإعلامية للإضراب عبدالفتاح دولة أن زيارة محامين لأسرى مضربين عن الطعام أول من أمس «كشفت عن انتهاكات سلطات الاحتلال وأساليب قمعها للأسرى والتنكيل بهم وعزل قيادات الإضراب بزنازين انفرادية، ومنعهم من الخروج لباحات المعتقلات، إضافة إلى مصادرة بعض ملابسهم وأغطيتهم»، مشيراً إلى «ظهور أمراض جلدية على أسرى في معتقل عسقلان بسبب نقص التغذية».