خبراء البترول يعطون بترولنا عمراً زمنياً في حدود ال50 عاماً ووزير البترول قال أخيراً إن إنتاجنا سيستمر 80 عاماً.. والسؤال هو ماذا بعد ذلك.. هل بدأنا في الاستعداد لهذا الحدث الصعب؟ - لا يبدو أننا بدأنا في الاستعداد لذلك.. كل خططنا التنموية السابقة تدعو لإيجاد بدائل للبترول تعتمد عليها الحكومة في مواجهة المصروفات، ولكن الخطط تتوالى والسنون تتسرب ولا يحصل شيء من ذلك.. الآن نحن نقيم ناطحات السحاب والشوارع العملاقة، والمشاريع الباذخة، والجامعات الضخمة، وكل سنة تزداد الالتزامات بالمبالغ الكبيرة التي تتطلبها صيانة تلك المشاريع، والنمو السكاني لدينا ربما لا يماثله أي نمو سكاني حتى في الهند والصين، وليس لدينا مشاريع كبيرة منتجة يمكن الاستعانة بدخلها سوى مشاريع البتروكيماويات، ولكن هذه ستنتهي مع انتهاء عصر البترول. ولذا فإننا بسلوكنا الحالي نعد لأحفادنا- مع الأسف الشديد- مصيراً حالك السواد، كأننا الآن نصعد بهم للسماء بصاروخ عملاق سينتهي وقوده في منتصف الطريق، فتصوَّر ما سيحدث حين ينتهي وقود الصاروخ وأحفادنا في المركبة معلقين بين الأرض والسماء.. ولا أقصد أن الوقت قد فات الآن، فما زال منه متسع، والبترول سترتفع أسعاره في السنوات القادمة إلى مبالغ خرافية، وستشتعل الأسعار حين يبدأ رحلة النضوب؛ أي أنه أمامنا فرص ذهبية لإنقاذ سمعتنا أمام أحفادنا ولإنقاذ أحفادنا من المصير الأسود، بإيجاد البدائل، واعتقد أنه لا شيء مستحيل إذا توافرت النوايا الحسنة والإخلاص والعزائم.