باريس، ابيدجان - أ ف ب - لم تلق دعوة معسكر الحسن وترة الى الإضراب العام من اجل دفع الرئيس العاجي المنتهية ولايته لوران غباغبو الى التنحي، تجاوباً كبيراً في ابيدجان امس. ومن حي كوكودي الراقي (شمال) الى حي تريشفيل الشعبي (جنوب)، احتفظت العاصمة الاقتصادية بحركتها المعتادة: زحمة سير وضجيج وسيارات أجرة عابرة ومتاجر مفتوحة. وبسط التجار السلع على المناضد في سوق كوماسي (جنوب) الذي اتجه اليه سكان الحي بكثافة. ومنذ الصباح الباكر، اكتظت شوارع حي ابوبو الشعبي (شمال) حيث معقل وترة، بالسيارات، فيما احتل الباعة المتنقلون الارصفة بحثاً عن زبائن. لكن في بواكي (وسط) معقل التمرد السابق المناصر لوترة، لقيت الدعوة الى الإضراب اصداء حيث اغلقت الاسواق والمصارف ابوابها، فيما واصلت سيارات الأجرة سيرها. ودعا التحالف الحزبي الموالي لوترة الذي اعترف به المجتمع الدولي رئيساً منتخباً، الى «وقف كل النشاطات» في البلاد «حتى رحيل لوران غباغبو من السلطة». وينتظر الرئيس المنتهية ولايته وفداً من دول غرب افريقيا يفترض ان يطلب منه التنحي من السلطة تحت طائلة بدء جيرانه في غرب القارة حملة عسكرية لإطاحته. في غضون ذلك، صرح وزير الدفاع الفرنسي آلان جوبيه أمس، بأن باريس تتابع بتيقظ تطورات الوضع في ساحل العاج، نظراً الى احتمال تدهوره. وقال جوبيه في حديث الى إذاعة «فرانس انفو» إن السلطات الفرنسية «تتابع ساعة بساعة تقريباً التطورات». وأضاف أن الأسرة الدولية تدعو رئيس ساحل العاج السابق غباغبو الى إبداء روح المسؤولية، و «إن لم يكن هذا كافياً، فقد يكون لا بد من عقوبات، ونحن بالطبع مستعدون للاشتراك فيها». ورداً على سؤال حول احتمال اللجوء الى القوة، أجاب جوبيه: «إذا كان لا بد من استخدام القوة، فإن القرار في هذا الشأن يعود الى الأممالمتحدة أو الى المنظمات الأفريقية وليس الى فرنسا». وأكد أن القوات الفرنسية الموجودة في ساحل العاج مكلفة مهمة حماية حوالى 15 ألف مواطن فرنسي يقيمون في البلاد و «إذا تعرضوا لأي تهديد فلن نتردد في التدخل لحمايتهم». وتزامن تصريح جوبيه هذا مع مقابلة أدلى بها غباغبو الى صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية نشرت أمس واتهم فيها فرنسا والولايات المتحدة بالتواطؤ ضده. وعلقت وزارة الخارجية الفرنسية على هذا الاتهام، بالقول إنه غير مبني على أي أساس وينبغي ألا يغيب موقف الأسرة الدولية بكاملها، خصوصاً الأممالمتحدة والمجموعة الاقتصادية لدول أفريقيا الغربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. ويذكر أن الأسرة الدولية أجمعت على اعتبار أن الفائز في انتخابات الرئاسة التي شهدها ساحل العاج أخيراً هو وترة وليس غباغبو الذي طلب منه مغادرة الحكم.