بدا واضحاً من البيان الذي أصدرته الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة حائل أمس، مدى الحرص على إبراز مكانة حاتم الطائي في التاريخ العربي، لكنها برّأت في النهاية مدرستها في حي آجا من اسمه حين أكدت أن المدرسة تحمل اسم «حاتم الابتدائية» فقط. وكان جدل كبير دار في الشارع الحائلي بسبب تأكيد البعض أن المدرسة تحمل اسم «حاتم الطائي»، معتبرين أن هذا الأمر لا يجوز لأن الطائي مات من دون أن يعتنق الإسلام ولذلك لا يصح أن تحمل المدرسة اسمه. وذكر مدير الإعلام التربوي في «تربية حائل» أحمد القطب أمس، أن إدارة التربية تابعت الجدلية التي أثارتها بعض الصحف المحلية عن تسمية إحدى المدارس باسم حاتم الطائي، معتبراً أن تلك الأقاويل مضت إلى أمد جافى الصواب شكلاً ومحتوى. ولفت إلى أن «تربية حائل» استوضحت من الجهة المتخصصة في الإدارة عما أشير إليه من تكهنات أثرت سلباً على الصورة الجلية لموقف المواطن السعودي من رموز وصناع التاريخ، في طرح لم يستند جله للمعلومة الموثقة التي يقبلها منطق العقلاء أو اجتهاد الحصفاء، وهو الأمر الذي قد يعكس صورة مغايرة لموقفنا الواضح والمنصف كمواطنين سعوديين من شخصية تاريخية مهمة تمثل رمزاً عربياً أصيلاً بكل المقاييس، ذاع صيت مناقبها في أصقاع المعمورة منذ الأزل وحتى يومنا هذا. وتابع القطب: «من هنا فإننا ننظر بعين الشفافية والموضوعية بما تمليها علينا سلامة موقفنا، المصان بقيمنا الإسلامية المنصفة، تقديراً لنبلاء التاريخ وعظمائه وشركاء الإنسانية، فكيف إن كان ذلك الرمز الكريم حاتم الطائي الذي شهد بكريم سجاياه ونبل صفاته الإنسانية رسول الرحمة المصطفى صلى الله عليه وسلم في موقف تجلى في أنصع صورة إبان قصة أسر ابنة حاتم الطائي سفّانة، وهذا هو ديدن نبينا الأمين الكريم الذي بعث متمماً لمكارم أخلاق البشرية جمعاء، هو منهج تدرسه مناهج التعليم في المملكة في صدر كتب السير ومناهجها الدراسية». وأضاف أن ما أثير في الفترة الأخيرة عن قصة استبدال مسمى إحدى مدارس مدينة حائل من مدرسة «حاتم الطائي» إلى مدرسة «حاتم» ليس له أي أساس من الصحة، مؤكداً أن إدارة «تعليم حائل» رفعت خطاباً إلى وكيل الوزارة للشؤون المدرسية في 11/6/1417ه لتسمية المدارس ال16 المحدثة في المنطقة، وكان من بين المدارس المقترح تسميتها في ذلك الخطاب مدرسة محدثة تقع في حي أجاء وتم اقتراح اسم «حاتم الابتدائية» للمدرسة نصاً وليس كما ادعى البعض بأنها «حاتم الطائي».وأشار إلى أن خطاباً ورد من وكيل الوزارة للشؤون المدرسية بتاريخ 23/6/1417ه بالموافقة على تسمية المدارس وكان من بينها مدرسة حاتم الابتدائية في حي أجاء. وشدد القطب على عدم وجود أي أساس رسمي لاسم مدرسة حاتم الطائي لدى الإدارة فجميع المكاتبات وختم المدرسة تحت اسم مدرسة حاتم الابتدائية، لافتاً إلى أن ورود اسم المدرسة تحت مسمى مدرسة حاتم الطائي الابتدائية على ختم المدرسة أو اللوحة الخارجية للمدرسة أو شهادة تكريم للمدرسة لا يغير ما ورد في المخاطبات بشأن تسمية المدرسة ولا يعدو كونه خطأ موظف جرى تداركه وتعديله في حينه في الأعوام السابقة. يذكر أن حاتم الطائي الذي يعتبر مضرب المثل في الكرم، هو أحد رموز منطقة حائل، ويوجد في بلدة توارن (40 كلم شمال مدينة حائل) بقايا قصر حاتم الطائي. من جهة أخرى، أكد مساعد المدير العام لشؤون تعليم البنين في إدارة التربية والتعليم في منطقة حائل ناصر الرشيد أن حملة محو الأمية تسير بحسب الخطط المعدة لها، إذ سنحتفل قريباً بالقضاء على الأمية في المنطقة. وكان المدير العام للتربية والتعليم في منطقة حائل حمد العمران زار حملة التوعية ومحو الأمية في قطاع أنبون جنوب حائل، واطلع على التجهيزات المعدة في المركز الرئيسي من عيادة طبية، وبيطرية، وخطط البحث الاجتماعي. وأشاد العمران بجهود الدولة في القضاء على الأمية، مطالباً بالاستفادة من الجهود لتسخير الإمكانات المطلوبة، وإيجاد السبل المناسبة لدعوة الأميين للالتحاق في هذه المراكز، لافتاً إلى دور عدد من الوزارات المشاركة في الحملة من خلال تقديم الخدمات للدارس بهدف جذب الأميين وتشويقهم للعلم. وذكر مساعد المدير العام لإدارة التربية والتعليم للخدمات المدرسية خالد الطريقي أن الحملة تميزت بحسن الترتيب، وجودة الأداء وهو ما تسعى له الإدارة، حتى تحقق القضاء على الأمية.