وجدت بعض النساء ضالتهن في «الجمعيات المالية»، للتخلص من الأزمات المالية وسد الالتزامات، بعيداً عن ضغوط البنوك ومطالبات الدائنين. وتتمثل فكرة الجمعية في أن تشكّل مجموعة من النساء، لا يزيد عددهن عادة على 12 امرأة، جمعية يطلق عليها «جمعية مالية»، تترأسها إحداهن وتتولى أخذ مبلغ محدد شهرياً من كل واحدة منهن، وتعطيه كاملاً لإحدى العضوات اللاتي جرى الاتفاق على أن يكون دورها في هذا الشهر. وفيما ترى بعض السيدات في الجمعيات المالية أمراً يشعر بالخجل، لأنها تكشف عن مدى حاجة المرأة إلى المال، ويفضلن أن يبقين الموضوع سراً كي لا يشعرن بالإحراج من المحيطات بهن، تجد أخريات أن الأمر طبيعي جداً مع خوض المرأة مجال العمل بشكل أكبر من السابق، وزيادة الالتزامات المالية التي قد لا يكفي الراتب أحياناً لسدادها. بالنسبة إلى هدى هشام، فالجمعية أفضل الطرق للتخلص من المشكلات المالية من دون الاضطرار إلى العودة مجدداً إلى بطاقات الائتمان ومشكلاتها بحسب تجربتها. وتضيف: «الجمعية مع صديقات يسددن في الوقت المحدد تضمن لي استرداد أموالي، وتساعدني في جمع المال وسد حاجاتي من دون أن تتراكم عليّ الديون كما يحدث مع بطاقات الائتمان». وتشجع أم ناصر وهي معلمة في إحدى المدارس الحكومية المحيطات بها على أن يدخلن في مثل هذه الجمعيات. وتؤكد أن اقتطاع مبلغ من الراتب حل لها الكثير من المشكلات المالية، وأعطاها استقلالية أكبر عن زوجها وأسرتها لسد مصاريف تنقلاتها، ملابسها وعملها. من بين المدرسات اللاتي يتبعن الطريقة ذاتها هند صالح، فما ان تنتهي من الارتباط بجمعية حتى تبدأ بالثانية. وتؤكد أن معظم المال يصرف على سفرها ومصاريفها الشخصية، كشراء الملابس أو الحقائب والساعات من الماركات العالمية. مريم خالد اتفقت مع صديقاتها منى فيصل وريم محمد وعدد آخر من زميلات العمل على تنظيم جمعية لأسباب مختلفة. فالأولى مضطرة لإصلاح سيارتها الخاصة بعد الحادثة التي سببها السائق، والثانية تستعد للولادة ،وتحضر غرفة المولود الجديد، ومصاريف استقبال الضيوف، والثالثة تحاول تكوين عمل خاص بها، والابتعاد عن المصاريف غير الضرورية، بعد أن طال انتظارها لأموالها المتأخرة من جهة عملها، وتراكم مسؤولياتها. لكن هذه الشراكة لا تقتصر على سداد الديون أو الضغوط المالية، فأم سلطان طلبت أن تتسلم دورها في شهر تموز (يوليو) المقبل، كي تستفيد منه أثناء سفرها إلى الخارج لقضاء الإجازة الصيفية. وتضيف: «لا أسافر خارج السعودية إلا في إجازة الصيف، لذا فالأفضل أن أستمتع في إجازتي، وأصرف المال كما أشاء، ثم أسدد المبلغ بشكل شهري، وبالتالي أستفيد وأفيد غيري من الصديقات». بينما كونت ليلى سعد جمعية خاصة بها بمشاركة الصديقات والأهل، استعداداً لزفافها المقرر الصيف المقبل، مع إصرارها وزوجها على عدم طلب المساعدة من أسرتيهما، ورفضهما للمزيد من القروض البنكية. وبالفعل وجدا التشجيع من الجميع، كون عدد من العرسان يمضون السنوات الأولى من حياتهم في سداد تكاليف الزواج. واستفادت بعض السيدات من «طريقة الجدات»، فشكلن جمعيات دائمة لا تنتهي بانتهاء دورة المال بين أعضائها، مثل الجمعية التي قررت أم نورة عملها منذ سنتين بمبلغ مالي بسيط، تتسلمها إحدى العضوات بناء على ترتيب معين، مشيرة إلى أنها تشجع المقربات على القيام بهذه الخطوة، توفيراً للمال ولمساعدة الغير في حال حصلت أية ظروف طارئة، مع شكوى الموظفات من زيادة الالتزامات وقلة المدخول المادي.